اتصل بنا
 

666 ديناراً

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2018-05-13 الساعة 13:53

x
نيسان ـ

تستحق الخدمات الجليلة التي تقدمها الحكومة للمواطن أن يدفع من يتقاضى أجراً شهرياً مقداره 666 ديناراً ضريبة مقابل ما يحصل عليه من سلة خدمات وامتيازات كبيرة، تتجاوز القطاعات المهمة مثل؛ التعليم والطبابة، وشبكة نقل عامة تظاهي دول العالم المتطور، إلى توفير مقابر تصلح لأن تكون متنزهات عامة لكثرة ما تحوزه من نوافير مياه ومساحات خضراء.
وكأن بطون المواطنين تتضرع إلى رئيس الحكومة سعيدة، فكل امورنا بخير وعلى ما يرام بعد أن انتهت الحكومة من إشباع حاجات الناس في رفع مستوى الخدمات وتحسين جودتها.
مستشفياتنا ومدارسنا وجامعاتنا وشوارعنا بما فيها من قطارات وباصات سريعة وبطيئة لا يستوي معها إلا الشكر والثناء وتقبيل يد الحكومة.
ما يجري فاق حد المنطق، وما تقوم به الحكومة لا يمكن ان يكون لحفنة عدس عجز الخزينة. هناك أمر ما تريده، ويبدو أن الضغط الذي تقوم به الحكومات الأردنية منذ حكومة عبدالله النسور وحتى اليوم لم يسفر عن انفجارات مطلوبة. كأنهم يريدون من الناس أن يخرجوا الى الشوارع.
العناوين الرئيسية لمشروع قانون ضريبة الدخل الجديد تؤكد تخفيض الإعفاء للأفراد من 12 ألفاً إلى 8 آلاف سنوياً، وللعائلة من 24 ألفاً إلى 16 ألف دينار، سنوياً، ثم تقول الحكومة إن غايتها في ذلك لا تتجاوز توسيع مظلة دافعي الضرائب وفق مبدأ العدالة، إضافة إلى مكافحة التهرب الضريبي وعلينا أن نصدقها ونؤمن بها.
بعد ان انتهت الحكومة من تثبيت سبل 'الرفع' للأسعار ها هي اليوم تتففن في طرائق 'الخفض' للإعفاءات. انها تعمل كل ما يلزم لجعل حياة الناس أقسى.
بالنسبة للشارع فإنه يرى المشروع مقراً بمجرد دخوله غرفة النواب؛ وفي أحسن الأحوال قد يدخلون تعديلات 'تجميلية' طفيفة قد تصل حد رفع السقف للإعفاء الضريبي بحدود الألف أو الفي دينار عن صيغته الحالية؛ فيشعر النواب بالنصر وترضى الحكومة بذلك.
هذا يعني أن مبلغ 666 دينارا سيكون محطة جديدة تفرّق بها الحكومة بين الفقراء وغيرهم. أما موضوع هل تكفي لحياة كريمة أم لا، فهذه قصة أخرى يصعب تفسيرها.
كيف يمكن لنا استيعاب سعي الحكومة الدائم إلى مص دماء المواطنين، وإدخال كامل يدها في أحشائهم؛ بحثاً عما ترضي به عجزها وشبقها نحو 'الرفع' في الوقت الذي تواجه به الناس أسعاراً مجنونة ليس في كماليات حياتها، بل في أساسياتها -غير المتوفرة أصلا- ؟

نيسان ـ نشر في 2018-05-13 الساعة 13:53

الكلمات الأكثر بحثاً