اتصل بنا
 

خذلنا الرزاز

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2018-06-14 الساعة 16:52

x
نيسان ـ

محمد قبيلات...عانت حكومة الرزاز من آلام عُسر الولادة، فخرجت متوعكة نتيجة خلع الولادة وظهرت عليها أعراض الكُساح من قبل أن تَدُبّ على الأرض ماشية، على غير ما كان مأمولًا بها ومنها.
في البداية نشأت المعركة مع الفريق الاقتصادي الأول، حرب كان عنوانها كسر العظم للخلاص من سيطرة باسم عوض الله وأتباعه على التشكيلة، فانتصر الرزاز، ليعود بالكرة إلى أماكن سيطرة أعضاء فريقه الإصلاحي، لكن؛ سرعان ما تم تلاقف الكرة بعنف أشد مما يتوقع من تمريرات تكتيكية بين أعضاء الفريق الواحد، بل تجاوز ذلك إلى تمريرات أنانية كان عنوانها الاستئثار بدل الإيثار.
حاول د. مصطفى الحمارنة أن يظفر بإدارة الفريق الاقتصادي من خلال وزارة التخطيط والتربّع في غرفة نائب الرئيس، فاستمرت معركة حامية الوطيس حتى آخر هزيعٍ من ليلة البارحة ليُحسم الأمر في النهاية لمصلحة الحل الوسط؛ رجائي المعشر.
إذن، ما الجديد في هذه الحكومة؟! فالمعشّر جُرّب في حكومة سمير الرفاعي، وقد ألحّ عليه وترجّاه زيد الرفاعي حينئذ من أجل أن يكون سندًا لابنه سمير في إدارة الحكومة في تلك الأجواء الربيعية العاصفة، لكنه لم يستطع أن يفعل أو يقدم شيئًا، مع أن المديونية كانت نصف ما هي عليه الآن، وسقطت حكومة سمير الرفاعي تحت ضغط شعبي كبير.
رجائي المعشر رجل مالي ينتمي إلى المدرسة البيروقراطية، وهو مخلص لهذه المدرسة أشد الاخلاص، لذلك هي تقوم بايفاده على سبيل الإعارة، في كل مرة يختار فيها الملك حكومة شابة، من أجل أن يضبط حركتها على إيقاعات محافظةٍ تلتزم حدودا معينة ولا تتجاوزها.
أيضا ما الذي يستطيع أن يفعله وزير المالية المُعيّن وهو الذي كان يدير الوزارة في عهد عمر ملحس؟ بالتأكيد لا جديد. وعز الدين كناكرية، من أصحاب أعلى الرواتب، كأمين عام، في تاريخ الدولة الأردنية، فهذا الرجل كان يتقاضى راتبًا يتجاوز 30 ألف دينار شهريًا، وفي الأغلب سيستمر راتبه بالمستوى عينه، هذا إن لم يزد على ذلك، من دون مقابل أو اضافة تستحق أو تساوي أثر الثقل الذي سيتركه راتبه على الموازنة.
ولا جديد يُذكر عن باقي الفريق الوزاري. غير أنهم إما من الفريق القديم الذي كان يعمل بإخلاص في برنامج حكومة الدكتور هاني الملقي، وعددهم يساوي أو أكثر من نصف الحكومة الجديدة، والبقية من دائرة أصدقاء الدكتور عمر الرزاز.
باختصار، ليس لهذه الحكومة لون أو طعم أو رائحة. ولن تنجح إلّا بمعجزة، ولعلّنا لا نبالغ إذا قلنا إنها مجرد التفاف على انتفاضة أيار التي كانت مجرّد إنذار لما قد تَدخُله البلد من فوضى، لعلنا لم نلتقط تلك الإشارات اللطيفة، أو لعلّنا كنّا بحاجة لما هو أعنف من نسائم تلك الهبة البرتقالية من أجل أن نشكل حكومة بحجم المسؤوليات والتحديات.

نيسان ـ نشر في 2018-06-14 الساعة 16:52

الكلمات الأكثر بحثاً