اتصل بنا
 

تحالفات البلدوزرات

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2018-07-26 الساعة 20:07

x
نيسان ـ

محمد قبيلات - عمّان

جاءت 'تتويتة' رئيس مجلس النواب، المهندس عاطف الطراونة، التي تضامن بها اليوم عبر تويتر مع زميله سعادة، المهندس ايضا، خليل عطية، مشحونة بالعواطف الطبقية المتجاوزة لكل الاعتبارات الجهوية، مشاعر تعبر عن معاناة الطبقة الراقية، طبقة المداحل والبلدوزرات، من سلوكات الرعاع والدهماء من الفقراء مفاجيع السوشيال ميديا.

هؤلاء الذين لا ينطبق عليهم إلّا المثل الذي قال: ' هجين وقع بسلة تين'، فراحوا يقطفون عجر وبجر التكنلوجيا وينالون من شرف ومكانة الطبقة الراقية، التي جلَّ همها تزفيت الطرق للمستقبل، وجعل الأوطان أسهل، والسهولة هنا لجهة الانبساط، فتدحل عجلات سياراتهم الفاخرة بسلاسة من دون خضات المطبات والحفر.

قال رئيس الغرفة الرئيسية في السلطة التشريعية لزميله المصاب بالكآبة من سوء طباع هذا الشعب الحاقد على طبقته السياسية: : الزميل خليل عطية طاله من الافتراء ما طالني. أعرف الزميل أبا حسين جيدًا وهو نقي السريرة صاحب يد بيضاء، وأقول له: لا تسمح للمفترين أن ينالوا من عزيمتنا وعاجلا أم آجلا سنعرف تلك الأصابع الخبيثة إن كانت داخلية أو خارجية'.

يا لها من أصابع خبيثة فعلًا! أصابع أزعجت نقاء السريرة والأيادي البيضاء. لكن مهلًا يا جماعة الخير، ما هي مشكلة الرئيس مع الأصابع وما هو شأنه بها، لِمَ ترك الكل واهتم بالجزء، لِمَ أهمل معرفة الأشخاص واهتم بمعرفة أصابعهم فقط، هل تنطوي الجملة على تهديد معين؟ لِمَ اختزل الطبقات المعادية بالأصابع فقط، نعم، لِمَ جعل القصة متعلقة بالأصابع؟ نريد أن نفهم فقط.

بالمقابل تحدث عن شمائل النائب خليل عطية، ونحن بالمناسبة لا ننكرها، لكنه تحدث عن حليفه الطبقي، حليف تجمعه وإياه وحدة من نوع وحدات صراع الأضداد، فطالما تنافسا في الحصول على العطاءات، طالما كسرا بعضهما من خلال حرب العروض الضروسة، لكنهما في مواجهة الفقراء والمؤسسات قررا أن يتقاسما، فكانت ثمرات اتفاقاتهما سكن كريم والطريق الصحراوي والأبنية الحكومية والسدود، ألا ترون هذه المنجزات كلها، المتعرجة المتهاوية، فمهلا يا أصحاب السريرة المريضة، يا حاقدين، أو، موتوا بفقركم، لا أحد يعبأ بكل ما تخربشون على وسائطكم الملعونة، فنحن من علية القوم ومداحلنا أكبر منكم.

يا له من تضامن رفاقي يعكس نبل أخلاق هذه الطبقة بين أفرادها، نعم إنهم رحماء بينهم، غلظاء على غيرهم، تربط علاقاتهم مصالح لا تنفصم عراها، إلا في إطار المنافسة 'الشريفة' على المكاسب الخاصة.

أيها السادة، يا من تشدون من أزر تحالافاتكم المؤلّلة، لن يطول هذا كثيرا، فنحن على أبواب عصر بات اللعب فيه على المكشوف، وما هذه الفيديوهات المزورة، التي تقض مضاجع هنائكم، إلّا بروفات أولية للقابل، فلا متسع في المستقبل للتقية، ولا متسع لأن تقولوا ما لا تفعلون، ولا لأن تخفوا ما تفعلون، فالذنوب في النهاية تقوّم بعدد معين من السيئات.

والشرف لن يبقى محصورا في زوايا معينة، ولن يبقى نسبيا أو هلاميا، فستدخل في تقويمه أيضا أفعال من نوع شراء الأصوات، والغش في العمل، والتعدي على مصالح العباد، وشراء الذمم، وشراء النواب وأصواتهم، فكلها أشياء لن تنفصل عن الشرف، ولا عن نقاء السريرة وبياض الأيدي إن شئتم.

نيسان ـ نشر في 2018-07-26 الساعة 20:07

الكلمات الأكثر بحثاً