اتصل بنا
 

حكومة ساحرة وولاية بلا مخالب

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2018-12-12 الساعة 11:12

حكومة ساحرة وولاية بلا مخالب ـ
نيسان ـ إبراهيم قبيلات...ظهرت الحكومة في لقاء "حراكيين"، أمس، مكسورة الجناح، ومنزوعة الهيبة، بعد أن خطف شاب حراكي البساط من تحت أقدامها؛ ليخطف به مزاجا شعبيا متحفزاً للانقضاض على الرسمي.
في الفيديو المسرب ظهر شاب حراكي مدفوعاً بالغضب، فقال ما في صدور الناس، فيما بدت الحكومة "يتيمة" تبحث عن ملجأ من صليات الشارع المتواصلة.
نغض البصر عن مفردات من مثل " يمثلني وما يمثلني" يكتبها ناشطون على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي بعد مشاركتهم مقطع الفيديو لما فيه من عناوين حاكت مشاعر الناس وقناعاتهم.
في الحقيقة، هناك تساؤلات كثيرة قذف بها البعض في وجوه عابري صفحاتهم.. أسئلة حول غياب حراكيين مؤثرين ومشهود لهم بمواقف ثابتة في الشارع عن طاولة الحوار "الرزازية"، وأن الحراكيين موجودون في الشوارع لا غيرها فيما استوقف البعض مشهد الحكومة تحت سياط الكلمة الشعبية.
"مشهد" بدا به الرزاز ديمقراطياً مرناً متسحاماً مع حراكي لم يصرف له مجرد كلمة "دولتك" خلال دقائق طويلة من نقد وصل حد التوبيخ السياسي.
يقول أحد الحضور لصحيفة نيسان "كان صمت الرزاز سحراً".
لعل هذا هو بيت القصيد..الرجل كان يريد مواصلة نهجه في سحر الآخر، وإشراكه في مسؤولية لا ذنب له فيها، على طريقة الخداع البصري في قلب الحقائق وتزييفها.
ولطالما دخلنا بوابة السحر السياسي سأعود للوراء قليلاً حين أتحفنا رسام الكاريكاتير، الزميل ناصر الجعفري برسمة سياسية يختصر به مشهد الأردنيين مع حكوماتهم بلا كلام.
وكأن الجعفري يريد أن يقول الرزاز ساحر ويجيد اختلاق الارانب بقبعة لا رأس لها.
في رسمة الجعفري قبعة سوداء وارنب أبيض وشيء من كلام كبير، لا يستوي معه الا أن "تنسدح" على بطنك بمحاذاة السيول والاودية؛ لتفهم قبل فوات الأوان ان لا شيء في جعبة الحكومة الا كلام معسول، و"شرشور" من أمانٍ.
لله درك يا ابا خالد.. هل تعلم ان الرجل الرزازي امتطى صهوة الخيال بأرنبه وعصاة يشهرها بوجه تحديات ومصائب كبيرة ثم يحيلهم الى سلة من تين وعنب.
أيها الناصر لقد شنفنا آذاننا ونحن نستمع لغضب شاب يشبهنا حد الوجع، لكثرة ما ادخلتنا الحكومة بقبور من ضرائب وغرامات وأسعار مجنونة.
لا شيء يقلب المعادلة ويبعد الحكومة عن شبح الخميس وحرارته سوى إصلاحات سياسية حقيقية، وقانون انتخاب وطني تكفله مؤسسات رقابية مستقلة، تعيد الحياة لجثث كانت تسمى عدالة اجتماعية وسيادة القانون وهيبة الدولة.

نيسان ـ نشر في 2018-12-12 الساعة 11:12


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً