اتصل بنا
 

تعيينات الرئيس..هل ينجو الرزاز من غضبة الملك؟

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2019-02-06 الساعة 14:31

تعيينات الرئيس.. هل ينجو الرزاز من
نيسان ـ إبراهيم قبيلات...أن يواصل رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز أخطاءه، في مسلسل التعيينات الاخيرة، ثم يزعم مراقبة آداء المحظوظين الأربعة من أشقاء النواب؛ فهذا يعني تجديف الرئيس بعكس التيار؛ لترسيخ قيم ولاية عامة منزوعة الثقة شعبياً ورسمياً.
كنا نتمنى من الرئيس "صاحب النهضة المزعومة" أن يدافع عن ولايته منذ ولادتها في رمضان الفائت، بدلاً من حشوها بالكوتات والواجهات السياسية، كنا نتمنى عليه أن يفسر لنا أسباب عودة وزراء سابقين، كانوا إلى جانبه في حكومة الدكتور هاني الملقي السابقة، وأسقطهم الشارع.
كنا نتمنى على الرزاز "جز" رؤوس الفساد ولصوصه، وإطفاء سجائرهم في جباههم، وتقديمهم لمحاكمة عادلة، لا الطبطبة عليهم، عبر محاكمات شعبوية، تخفي في سياقاتها "مطيعات" كثيرة، فيما تقرّب من مذبحها ومقصلتها السياسية أكباش فداء.
في الحقيقة، ليست المرة الاولى التي تخالف بها الحكومة أسس التعيين للوظائف القيادية في البلاد، وللحقيقة أيضاً، هي عادة حكومية تمارس دائما بحق الناس على مدى سنوات، لكن الأردنيين قلما يتوقفون عندها بعد أن ملّوا الحديث عن الفساد الإداري والسياسي والاقتصادي وحتى الاخلاقي والقيمي.
سبحان الله، لا توجد كفاءات وخبرات إلا عند أشقاء النواب والوزراء والمسؤولين وشقيقاتهم وذويهم، أما نحن عامة الشعب، فدمنا أزرق، وقشرة جلدنا خشنة، بل حتى أشكالنا، ولهجتنا، مختلفة، هي تشبه الأردن حد الدم.
نحن من هناك، من قلب الأردن وترابه، من زرعه وغموره، من شجره وسيوله، من شمسه ونجومه، من حرسه وتاجه، من قلاعه وجباله، من أمهات امتشقن التعب، وأباء تجرعوا المر، ليحموا الأردن بصدور مفتوحة على الحب.
أما هم فلا نعلم حقيقة كيمياء جيناتهم، ما نعلمه يقيناً أنهم يسرقون خبزنا، ويحرقون زرعنا، ويدفنون أحلامنا، ثم يطالبوننا تصديق خزعبلاتهم عن العدالة الاجتماعية والشفافية والنزاهة في إجراء مراقبة آداء موظفين تعينوا رغم أنوفنا.
كيف سيقتنع أردنيون تجرعوا الغربة عقوداً طويلة بعد أن فشلوا بالحصول على فرصة عمل في بلادهم؟ وكيف سنعلّم أبناءنا حب الأوطان وهم يرون أحلامهم تدوسها أقدام الوصوليين وأقزامهم من المسؤوليين وذويهم؟.
أي تعنت تلوذ به حكومة الرزاز وهي ترى غضبة الملك عبد الله الثاني من تعيينات يشوبها الكثير من الأسئلة الملحة؟ من يسند الرزاز ليواصل غيه وغطرسته علينا؟.
كان يكفي الرئيس الإشارة الملكية أمس إلى تعيينات بالجملة، ليعيد الوظيفة إلى سكتها ومستحقيها، فتهدأ الناس وهي ترى حقوقها تعود إليها، عبر إعلانات شفافة تضع معايير حقيقية لفرز موظفين سيشغلون مناصب قيادية في الحكومة، لكن الحكومة صمّت آذانها عن كل ذلك وواصلت طريقها.
باختصار شديد، "استأسد" الرزاز وقال سنراقبهم جيداً ثم نقرر.
من انتم؟ لتغتصبوا وظائف الأردنيين جهاراً نهاراً ثم ينبهكم سيد البلاد إلى خطيئتكم فلا تكفون عنها؟. من أوحى للرزاز بأخذنا إلى مشهد سيبدو به الرئيس القوي والحريص الأمين على ولايته؟
سبق للرزاز أن "سطح" قلوب الأردنيين بمنحه أربع حقائب وزارية لزملائه من موظفي البنك الأهلي، ثم عززهم باثنين من صحيفة "الغد"، وها هو اليوم يضرب عرض الحائط حقوق الناس وإرادة رأس النظام، لصالح بناء شعبوية مقيتة.
سبحان الله، بمجرد دخول الملك على خط الدفاع الوطني، منحازا للعدالة ولحقوق الناس، تطهر النواب من أشقائهم ومعارفهم، وأقسموا أغلظ الإيمان بأن أدوات أشقائهم وخبراتهم هي من عبّدت طريقهم للوظيفة.
نرجوك يا جلالة الملك أرحنا منهم؛ حكومة ونواباً فقد جلسوا على قلوبنا حتى اهترت ظهورنا.

نيسان ـ نشر في 2019-02-06 الساعة 14:31


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً