اتصل بنا
 

محمد المومني..الملاذ الأخير

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2019-06-13 الساعة 16:33

محمد المومني.. الملاذ الأخير
نيسان ـ إبراهيم قبيلات...أن ينفذ مجموعة من الزملاء الصحفيين في يومية "الغد" اعتصاماً ظهر اليوم الخميس، احتجاجاً على إنهاء عقد رئيس مجلس الادارة، الدكتور محمد المومني، ثم يصفونه بالملاذ الأخير؛ فهذا يعني أن الرجل ظل منسجماً مع نفسه ومع زملائه حتى الرمق الأخير، في مشهد يعيدنا إلى تجربة الزميلة- المسفوك دماؤها على عتبة الاستثمار- "العرب اليوم" قبل سنوات، حين جرى اغتصابها وسط صمت خبيث مارسه الجميع.
نستحضر التجربتين لما لهما من أثر مضيء في المشهد الإعلامي الأردني في وقت بدأت به آثار الأزمات الاقتصادية واختفاء الحريات الإعلامية تطغى على المشروع الإعلامي برمته، والورقي بشكل خاص، لأسباب لا تقف عند حدود الإعلان وتعثره إنما تتجاوز إلى اختناق مساحة الحريات وتقييدها عبر سلسلة من القوانين العشوائية.
ظل الزملاء الصحفيون والموظفون يعتصمون طوال مسيرتهم الإعلامية لعناوين كثيرة، ليس من بينها المطالبة بعودة رئيس مجلس إدارتهم، فتجاربهم الإدارية أكثر من صعبة، لكن من الواضح أن تجربتهم مع إدارة المومني كانت مختلفة في مضامينها ورؤاها، فالحقوق والمكتسبات الصحافية مفتاح لبيت من الاستقرار، شرفته الإبداع والتجديد.
لا اظن المومني نادماً على وقوفه إلى جانب حقوق الزملاء والموظفين في الغد، فأصوات الصحافيين القادمة من غرب عمان تؤكد إن خروجه أكبر خسارة، وتعني لهم تغييب صوت العقل في إدارة الأزمات.
ننحاز للغد مؤسسة وزملاءً لأننا ندرك أن هناك فارقاً شاسعاً بين الإعلام الوطني والمسؤول والمنغمس بالمصلحة العامة وبين غيره الغارق بمصالحه ورأس ماله على حساب الحرية ومصلحة المجتمع وطموحه في غد أفضل.
نؤمن بحقوق الزملاء وأثرها في طمأنتهم على مستقبلهم، وتقديم سلة إخبارية دسمة، كما نؤمن بأهمية ودور الحرية الصحافية المسؤولة في الخروج عن المقدس السياسي والمجتمعي، لصالح تمكين الصحافيين من ممارسة أعمالهم والوصول إلى الحقائق وتأميمها للناس، بعيداً عن القيود المهينة التي حاصرت مجمل إعلامنا وساقته بهدوء إلى مقصلته الشعبية.
ثمة حاجة ملحة اليوم للاعتراف بالإعلام باعتباره رافعة ورسالة وطنية لا سلعة أو مغارة ساونا للاستجمام الرسمي؛ لتتمكن مؤسساتنا الإعلامية من مواجهة خبايا المستقبل وصفقاته وكسب معركة ثقة القراء.

نيسان ـ نشر في 2019-06-13 الساعة 16:33


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً