اتصل بنا
 

مقهى البازلاء

كاتب

نيسان ـ نشر في 2019-07-20 الساعة 20:16

نيسان ـ رواية مقهى البازلاء للكاتب الاردني "عثمان مشاوره"، رواية عظيمة، بكل ما تحمله الكلمة من معنى. يقدم الكاتب محتوى ادبي فريد يرتقي بالذائقة الأدبية للقراء، من خلال عمله الأدبي الثالث بعنوان "مقهى البازلاء"، وهي رواية اجتماعية سياسية، مكتوبة باسلوب الرواية الحديث، فبالإضافة لأسلوبه الشيق، فإن الراوي يجمع اساليب عمالقة الرواية العالمية، ك ماركيز، كونديرا، زوسكيند ، همنغواي..الخ ليوظفها في خدمة روايته.
يروي الكاتب ما جرى مع العقيد نايف الصالح الذي تقاعد، مؤخرا، من الجيش الأردني في أحداثٍ مهمة وحاسمة، كان العقيد على رأس عمله، لكنه فوجئ عندما قدم سعيدا الى عمله، كقائدٍ لكتيبة في الجيش، ذات صباح، بكتاب استقالته ملقى أمامه على مكتبه الخاص وهو في ذروة عطائه وترقبه لترقيته لرتبة عميد، فإلى خيانة الكثير من اصدقائه له، وكتابتهم التقارير عنه للجهات الأمنية، فالتآمر عليه لسلب الكثير من نقوده، وإخفاقه في الحصول على مقعد نيابي بذل من أجل الفوز به جهدا كبيرا، وإخفاقه في أن يكون مؤلفا ومؤرخا للعائلة المالكة بتصنيفه كتابا عنها ، لكن الديوان قال له ان أكثره مسروق من الانترنت ، فكافئه بمبلغ بسيط أحبط آماله في أن يكون رئيسا للوزراء أو وزيرا أو سفيرا على الأقل.
اعتمد الكاتب السرد بكل ما فيه من وصف وحوار وصراع بين الشخصيات، وما ينطوي عليه ذلك من تأزم وجدل تغذيها الأحداث، ويتكامل بناء الرواية ابتداء من شخصيات ذات أبعاد ثلاثية، أشخاص لها مخاوف وآمال، نقاط ضعف ونقاط قوة، و هدف أو أكثر في الحياة، ويظهر ذلك في الشخصية المحورية للعقيد نايف الصالح في تعثره في الأحداث لوجود تحدي أمامه يعترضه و تجاوزه لهذا التحدي وإجبار نفسه على قبوله والسفر في طريق المحاولات وجمع القوى والحلفاء له ومواجهة الشرور، التي تحاول هزيمته في فترات من ظلمة النفس واليأس، يأتي بعدها قوة ايمانية تمكنه من مقاومة الشر المحيط ، وهو الخصم الذي مثل الشر بالنسبة للعقيد في صورة معقدة من احداث وشخصيات ثانوية متعددة، وما يظهر بها من صراعات نفسية وتغير في سلوكها خلال احداث الرواية، وظفها الكاتب في حبكة فنية مركبة، تبدأ الأحداث فيها من النهاية، الى استعراض الأحداث التي أدت إليها باسلوب مبهر، اذ لا يمكن مخيلة القارئ من توقع النهاية.
و من خلال ذلك المضمون، يكشف الستار عن قيم، يريد ايصالها للقارئ بأسلوب سردي ذكي، جميل وعميق، من خلال العقبات التي تواجهها شخصيات الرواية محاولين تخطيها ، اختار الكاتب الزمان والمكان بدقة متناهية وتنقل بين الامكنة والأزمنة باسلوب تسلسلي اخراجي فريد متناهي الدقة وضعه في قالب أدبي تمثل فيه كل صورة و كلمة و وصف في مكانها دون اسهاب وتكلف وحشو، ودون زيادة او نفصان، كأنما يرسم لوحة فنية متكاملة تتناسق ألوانها وخطوطها، إنها بحق رواية عظيمة يقدم فيها الكاتب إضافة جديدة في فن كتابة الرواية، و الارتقاء بالإبداع الروائي، ليلبسه حلة فنية فريدة متجاوزا الأسلوب الكلاسيكي المعهود.

نيسان ـ نشر في 2019-07-20 الساعة 20:16


رأي: فراس عوض كاتب

الكلمات الأكثر بحثاً