اتصل بنا
 

ستالين (الرجل الحديدي)

خبير التدريب والتطوير

نيسان ـ نشر في 2019-07-20 الساعة 20:32

نيسان ـ نكتب عن ديكتاتور ولكنه عظيم، حكم الاتحاد السوفيتي على الطريقة الماركسية اللينية؛ وصل به البطش ان قتل الملايين من المواطنين السوفييت.
في الحقيقة، لا علاقة بين تلك التوطئة وانه كان مغرما بالنبيذ الجورجي على حساب الفودكا الروسية او انه كان مولعا بافلام رعاة البقر الأمريكية الى درجة انه كان يستدعي كبار الساسة السوفييت لمشاهدة فلم في سينما الكرملين، وفوق كل هذا وذاك فقد كان الرجل قارئا بارعا، حيث وصل معدل القراءة اليومية ما يقارب 50 صفحة، لم يكن حمارا يحمل اسفارا فقد انعكس ذلك على قدراته التكتيكية والاستراتيجية في حربه مع الالمان رغم امكانياتهم العالية واخيرا تفوق عليهم وانتصر.
الديكتاتور ستالين رغم بطشه الا انه قائد وطني بامتياز، لقد حول الاتحاد السوفييتي من مجتمع زراعي إلى مجتمع صناعي على عكس العملاء لدى العربان، مما مكن الاتحاد السوفييتي من الانتصار على دول المحور في الحرب العالمية الثانية والصعود إلى مرتبة القوى العظمى.
وقع معاهدة عدم اعتداء مع هتلر المعادي للشيوعية بقدر عدائه لليهود، في إطار تكتيكي لا يتقنه إلا القليل من قادة اليوم .
يدرك ستالين جيدا ان خيطا رفيعا ينظم علاقة شائكة بين الأعداء طالما الإطار العام وطني بامتياز.
الطريقة الميكافيلية ليست سيئة عندما تكون الغاية مصلحة الاوطان ، حيث كان الهدف نبيلا يتمثل باسترجاع الأراضي السوفيتية التي احتلتها بولندا أثناء حربها مع الاتحاد السوفيتي عام 1920.
ستالين الدكتاتور العادل تنازل عن مشاعر الابوة عندما اثر مقتل ابنه (ياكوف جوغاشفيلي) الذي وقع أسيرا بيد الألمان الذين اتصلوا به فيما بعد لعقد صفقة تبادل اسرى يتم وفقها اطلاق سراح ابنه مقابل إطلاق سراح قائد الجيش الألماني السادس، الا انه رفض أن يميز ابنه عن جنوده عندما قال مقولته الشهيرة: جميع جنود الجيش الأحمر هم أبنائي ولن أبدل الملازم بالمارشال وعندما سمع الألمان برفض ستالين، قاموا بإرسال ابنه إلى معتقل زاخسنهاوزن الواقع شمالي برلين، الا ان (ياكوف) الابن حاول الهرب من معتقله فشاهده أحد الحراس وأطلق النار عليه فأرداه قتيلا .
اخيرا انتصر ستالين صاحب مقولة: قضيتنا عادلة والنصر لنا ؛ ففي 1945 كانت ألمانيا في آخر أيامها وكان هناك سباق بين الحلفاء على احتلال أكبر قدر من المانيا فكانت الأوامر العليا من ستالين بقصف المواقع العسكرية في برلين حيث قال :(اقصفوا عاصمة ألمانيا الفاشية) وسقطت ست وتسعون قذيفة مدفع على وسط برلين خلال بضع دقائق.
بعد القصف العنيف اجتاح السوفييت المدينة واندلعت اشتباكات طاحنة وكانت الخسائر ثقيلة من الطرفين وعلى اثرها في 1945 انتحر هتلر مع حبيبته إيفا وأحرقت جثتهما مع بعض ليدفنا في باحة قصر المستشارية. وقال ستالين: أود سماع أن أسطورة الرايخ قد انمحت.

نيسان ـ نشر في 2019-07-20 الساعة 20:32


رأي: د.. توفيق العجالين خبير التدريب والتطوير

الكلمات الأكثر بحثاً