اتصل بنا
 

الربيع العلَمانيّ

كاتب وصحافي اردني

نيسان ـ نشر في 2017-03-25 الساعة 14:51

نيسان ـ

لا شكَّ لديَّ بأنَّ الربيعَ العربيَّ القادمَ، سيكونُ عَلمانيّاً. يخرجُ العربُ فيه إلى الميادينِ والشوارعِ، ويطالبون بدولةٍ حديثةٍ، لا تخدعُ النَّاسَ بالماضي وبالتاريخِ والنصوص. ويُعلنونَ العصيانَ على السلطةِ الدينية التي تتخفَّى في دساتير الدولِ، وقوانينها، و'شرعيّاتها' ذات الأشكال والألوان.

يُرِيدُ النَّاسُ مصالحهم: تعليماً لا يكذبُ على بناتهم وأولادهم، فلا يتخرّجونَ حفظةً وأغبياءَ، وكارهين للآخرين، ومكبوتينَ جنسيّاً، فيجدونَ في الجماعاتِ الإرهابية ملاذاً، وينتحرون للخلاصِ والمكافأة. تشريعاتٍ لحقوق المواطنة، وتنميةً، وعيشاً كريماً، بدلاً من الإنفاق المُنافقِ على المؤسسات الدينية غير المنتجة، واستنزاف القضاء بمحاكمةٍ مُدوّنٍ يُناقشُ أثراً لرجلٍ عاشَ قبلَ قرون.
سيخرجُ النَّاسُ لحمايةِ دينهم من تحالف السلطة والعقل السلفيّ بتطبيقاته الكثيرة. يطالبون بدولةٍ عَلمانية، تصونُ الأديانَ وتحفظُ قداستها في دور العبادة. وتمنعُ السلطةَ من الاختباءِ وراء الدين، وحرمانهم من حقوقهم، والحطّ من كرامتهم. يريدونها عَلمانية، كتلك البلاد التي يحلمون بـ'ڤيزا' وإقامةٍ فيها، وتحترمُ كلّ حقوقهم الدينية والإنسانية.
ولا شكَّ لديَّ، أنَّ الإسلامَ السياسيّ سيُراقبُ مشاهدَ ملايين المتظاهرين في الأسبوعِ الأوّل، ويأمرُ قواعده بعدم التدخُّلِ، بحثاً عن صفقةٍ مع السلطة، وحينما يُحقِّقُ الشارعُ نقاطاً في الطريقِ إلى الدولةِ العَلمانية، ستظهرُ مهارةُ الإسلاميين في ركوبِ الأمواج.
مثلاً، أتوقّعُ أنْ يُسارعوا إلى القولِ إنَّ العَلمانية جزءٌ أصيلٌ من الإسلامِ، وقد دعا إليها حسن البنّا، وسيد قطب، ويوسف القرضاويّ منذ عقود، كما أنها مذكورةٌ في القرآن حرفيّاً.
سيحاولونَ خطفَ ربيعَ العَلمانية، ويجدونَ التسويةَ المناسبة مع السلطة، على أنه سيكونُ، حِينَئِذٍ زمانٌ آخر، لا مكانَ لهم فيه، ولا للسلطة، ولا للنفاق..

نيسان ـ نشر في 2017-03-25 الساعة 14:51

الكلمات الأكثر بحثاً