اتصل بنا
 

البقل نبات التوازن والطاقة

نيسان ـ نشر في 2015-06-29 الساعة 03:01

x
نيسان ـ

البقل أو البقول أو البقليات هي ثمار النباتات من الفصيلة البقولية المستعملة في تغذية الإنسان، ومن أشهرها الفاصولياء على اختلاف أنواعها والبازلاء والفول والحمص والعدس والترمس واللوبياء بأنواعها.

وقد ذكرها الله عز وجل في قصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل فقال الله جل وعلا: ﴿ وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴾ [سورة البقرة: الآية 61].

سبب نزول الآيات

في هذه الآية يخاطب الله تعالى بني إسرائيل بقوله: وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد وهو المن والسلوى لأنهم كانوا يأكلون أحدهما بالآخر فلذلك قالوا: طعام واحد.

ذكر ابن كثير في رواية عن السدي فقال: لما دخل بنو إسرائيل التيه، قالوا لموسى عليه السلام : كيف لنا بما هاهنا ؟ أين الطعام ؟ فأنزل الله عليهم المن فكان يسقط على شجر الزنجبيل، والسلوى وهو طائر يشبه السمان، فكان يأتي أحدهم فينظر إلى الطير، فإن كان سمينا ذبحه وإلا تركه حتى يسمن، فإذا سَمِن أتاه، فقالوا : هذا الطعام فأين الشراب؟ فأمر موسى فضرب بعصاه الحجر، فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا، فشرب كل سبط من عين، فقالوا : هذا الشراب، فأين الظل؟ فظلل عليهم الغمام . فقالوا : هذا الظل، فأين اللباس؟ فكانت ثيابهم تطول معهم كما يطول الصبيان، ولا ينخرق لهم ثوب، فذلك قوله تعالى : ( وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى ) وقوله ( وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم ) [ البقرة : 60 ] .

فملّ القوم وضجروا من هذه النعم، فطلبوا من موسى أن يبدل ذلك الطعام بطعام آخر، قال الحسن البصري: فبطروا وذكروا عيشهم الذي كانوا فيه، وكانوا قوماً أهل أعداس وبصل وبقل وفوم، فقالوا: ﴿ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ﴾ قال السعدي في تفسيرها -رحمه الله- ما نصه:

(بَقْلِهَا ﴾ أي: نباتها الذي ليس بشجر يقوم على ساقه، ﴿ وَقِثَّائِهَا ﴾ وهو الخيار ﴿ وَفُومِهَا ﴾ أي: ثومها، والعدس والبصل معروف، قال لهم موسى ﴿ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى ﴾ وهو الأطعمة المذكورة، ﴿ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ﴾ وهو المن والسلوى، فهذا غير لائق بكم، فإن هذه الأطعمة التي طلبتموها موجوده في أي مكان نزلتم به، وأما طعامكم الذي من الله به عليكم، فهو خير الأطعمة وأشرفها، فكيف تطلبون به بدلا؟.

ثم أمرهم الله فقال ﴿ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ﴾.

يعني أن هذا ليس بصعب يحتاج إلى دعاء الله؛ لأن الله تعالى أوجده في كل مصر أي في كل بلدة تنزلون بها، وكأن موسى عليه السلام أنكر عليهم هذا، وبين لهم أنه لا يليق به أن يسأل الله سبحانه وتعالى لهم ذلك .

ثم قال: ﴿ وضربت عليهم الذلة والمسكنة ﴾ و﴿ الذلة ﴾: الهوان؛ فهم أذلة لا يقابلون عدوا.

﴿ المسكنة ﴾: أي الفقر؛ فليس عندهم شجاعة، ولا غنًى؛ لا كرم بالمال، ولا كرم بالنفس؛ فـ«الشجاعة» كرم بالنفس: بأن يجود الإنسان بنفسه لإدراك مقصوده؛ و«الكرم» جود بالمال؛ فلم يحصل لهم هذا، ولا هذا ،وهذا تنبيه من الله عزوجل لمن يتضجر من النعم، ويريد أن يستبدل هذه النعم بالنقم والعياذ بالله .

ومن فوائد الآية: إثبات صفة الغضب لله تعالى؛ وغضب الله سبحانه وتعالى صفة من صفاته؛ لكنها لا تماثل صفات المخلوقين؛ فنحن عندما نغضب تنتفخ الأوداج منا، ويحمر الوجه، ويقفُّ الشعر، ويفقد الإنسان صوابه، وهذه العوارض لا تكون في غضب الله، لأن الله ليس كمثله شيء، بل هو غضب يليق بالله عزّ وجلّ دال على كمال عظمته وسلطانه.

فوائد البقول كما ذكرها الأطباء

البقول غنية بالكربوهيدرات والبروتينات، وتعد مصدراً للطاقة، لأنها قليلة الدهون ولا تحتوي على الدهون المشبعة أو الكوليسترول، و تتميز بمحتواها الغني من الألياف الغذائية، الأمر الذي يسهم في تأثيرها بشكل خاص على الشبع (الشعور بعد أن تؤكل بما فيه الكفاية)، فالأطعمة الغنية بالألياف تثبت أيضا أنها مفيدة للسيطرة على مرض السكري والوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، وفي الواقع، يمكن تساعد الألياف على تنظيم نسبة السكر في الدم عن طريق تأخير مرور الطعام من المعدة إلى الأمعاء حيث يبطئ من امتصاص الجلوكوز.

وعلاوة على ذلك، فإن الألياف تساعد على خفض نسبة الكوليسترول في الدم، وفيما يتعلق بالفيتامينات والمعادن، فالبقول كلها مصادر ممتازة للحديد (إذا أكل مع مصدر من فيتامين (ج))، وحمض الفوليك والمنجنيز، بل هي أيضا مصادر جيدة من البوتاسيوم والفوسفور، والمغنيسيوم والزنك.

نيسان ـ نشر في 2015-06-29 الساعة 03:01

الكلمات الأكثر بحثاً