اتصل بنا
 

حرب "التسجيلات" .. المعلمون والوزارة فوق الشجرة

نيسان ـ نشر في 2018-04-26 الساعة 11:51

x
نيسان ـ

كمن يريد أن يخسر المعركة ويريح نفسه بسرعة، ظهر ممثلو المعلمين في تسجيل مصور مجتزأ انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي.

ممثلو المعلمين ظهروا كأنهم 'بلطجية' لا يؤمنون بالحوار ويتمسكون بالصراخ في معالجة قضاياهم. لكن النقابة قالت ردا على التسجيل ان لديها تسجيلات كثيرة تقلب المعادلة، وتظهر اعتداءات النواب على معلمين خلال اجتماعهم أمس مع اللجنة الإدارية في مجلس النواب.

إذا كانت النقابة صادقة في حديثها لِمَ لا تُخرج الفيديوهات لتحرج النواب، وتضع الناس بحقيقة ما حدث من اعتداءات مسّت هيبتها وهيبة منتسبيها؟

'إترك وانا أترك' أتذكرون شيئاً من جمل طفولتنا الصاخبة من قبيل 'هو اللي بدا'؟

هذا تماما ما تشعر به وأنت تتابع مجريات التراشق بين نواب ومعلمين. لا نملك أدلة كافية على حقيقة ما جرى بينهم أمس، وسط غياب المعلومة الدقيقة بأوساط التربويين حول مستقبلهم الوظيفي وارتهان استقرارهم بنظام خدمة مدنية لم يطبق بعد.

'دربكة' وسوء فهم لمجريات الأحداث تجتاح شريحة كبيرة من المعلمين، تشعر معها أن الجميع صعد مباشرة فوق الشجرة، فيما تقول الوزارة إنها ستعتمد نظاما خاصا لمزاولة المهنة والمسار الوظيفي لتقييم المعلمين وليس المنحى الطبيعي لمستويات الاداء المعتمد في نظام الخدمة المدنية.

أما البصمة، التي يتناولها الناس باعتبارها جزءا من ضبط المشهد، ولا مبرر في اعتراض معلمين على تطبيقها، فلن نتوقف عندها، فقد جرى التوافق عليها بين قطبي المعادلة 'الوزارة والنقابة' قبل تطبيقه في بعض المدارس منذ نحو العام.

بالأثناء، يقول معلمون لصحيفة نيسان 'نخشى من إلزامية تصنيف مدراء المدارس 2% من المعلمين ضعفاء'، حسبما تنص بنود نظام الخدمة المدنية مثار الجدل. ثم يجري الاستغناء عن الضعيف إذا كرر تصنيفه في العام التالي.

هل هذا هو الحل المناسب أم أن الضعيف من المدرسين يحتاج لتأهيل وتدريب باعتباره ضحية أنظمة تعليمية فشلت في مواكبة حالة التطور وإحداث فارق أكاديمي حقيقي؟.

'خشية' تسيطر على تفكير جل المعلمين ممن يفهمون التعديلات المقترحة بكونها سيفا مسلطا على رقابهم، من دون معايير علمية واضحة تضبط إيقاع المشهد، وتكبح 'شللية' مدراء سيجدون بين أيديهم 'قنابل' وكل ما عليهم نزع الصاعق بعد إنزال خصومهم الميدانيين في مقصلة الضعيف.

يفترض معلم التالي: حصول نحو خمسين معلما في مدرسة ما على تقدير تراوح بين 90% و97 %، فإن ذلك يعني أن صاحب التسعين بالمئة سيكون ضعيفا وفق منحنيات نظام الخدمة المدنية، وسيكون مهدداً بالطرد إذا حافظ على تسعينه لعام قادم.

افتراض يرد عليه وزير التربية والتعليم، الدكتور عمر الرزاز بقوله: ستلتزم وزارة التربية بنظام خاص لمزاولة المهنة يراعي خصوصية المعلمين ويسعى لتمييز المعلم وتطور أدائه، ووضع الحوافز المناسبة له، وليس المنحى الطبيعي لمستويات الاداء المعتمد في نظام الخدمة المدنية.

مجددا، هي حرب خسرها ممثلو المعلمين بالضربة القاضية من اللحظات الأولى للمباراة. ضربة قاضية هم من قاموا بها. هذا ما يظهره التسجيل على الاقل.

نيسان ـ نشر في 2018-04-26 الساعة 11:51

الكلمات الأكثر بحثاً