اتصل بنا
 

مجزرة الصوامع...فنجان قهوتكم (صايد) ولن يعزينا بقتلانا

نيسان ـ نشر في 2018-05-21

x
نيسان ـ

ماذا بعد أخذ شيوخ الضمان والسلطة وشركة ابو غريب عطوة اعتراف من ذوي الضحايا الخمسة في مجزرة الصوامع .. ؟ سؤال بحجم دولة المؤسسات والقوانين. ودولة مواطن يراه رئيس الوزراء رأس مال الحكومة.
مواطن كان عليه الانتظار أسبوعا كاملا لتعترف حكومته بموته سريريا بعد انفجار صوامع العقبة.

بعد أسبوع من محاولة التعتيم، وبعد وجبة من الموت البارد؛ تقدمت عشيرة شركة أبو غريب 'المقاول الفرعي للشركة العربية الدولية للمقاولات والإنشاءات' بعطوة اعتراف من ذوي الضحايا، لتكفر عن ذنبها 'عشائريا' امام الأردنيين بعد ان ذهب خمسة من عمالها ادراج الرياح، فيما سيحضر الجاهة شيخ المشايخ 'الضمان الاجتماعي'، وبحضور كامل السلطة وسط اندهاش الحاضرين .
في الخبر ان 5 أشخاص توفوا على دفعات جراء الانفجار الذي وقع في صوامع العقبة يوم الثلاثاء الماضي وأصيب 5 آخرون قال النائب محمد الرياطي انهم كذلك متوفون سريريا، فيما سلطة منطقة العقبة الاقتصادية تواصل دس رأسها في الرمال، وكأنها تنتظر حلا من السماء يطوي فشلها الذريع وعجزها عن تقديم معالجات تحمي العمال والناس من جشع المقاولين.
نعم، السلطة هي المسؤولة عن تطبيق القانون، لكنها اليوم 'تجبي' عن القهوة لأخذ عطوة اعتراف في حادثة راح ضحيتها خمسة شباب بعمر الورد، ثم تطوى الحادثة من دون أن نعرف القاتل الحقيقي أو حتى أسباب جريمته ودوافعها، سوى من بيانات مقتضبة تتحدث عن غياب أسباب السلامة العامة في الشركة.
علينا أن نتخيل رئيس مجلس إدارة شركة أبو غريب التي تعاقدت مع الشركة العربية للمقاولات لتنفيذ عطاء هدم وإزالة مرافق الميناء وهو يجلس أمام فنجان القهوة، ثم يتحدث عن القضاء والقدر قليلا مستغلا أجواء رمضان الرحمانية لترطيب النفوس.
العطوة التي ستُأخذ على دفعتين؛ ستكون الأولى في العقبة مساء الأحد وفي الأغوار الجنوبية مساء الإثنين ستهيئ المناخات هناك لتسوية مع أهالي الضحايا، لكنها ستدق مسمارا في رأس رأس القانون وفي عباءة هيبة الدولة.
بعد أن أسند مدعي عام العقبة جرم التسبب بالوفاة والتسبب الايذاء للشركة (مؤسسة أبو غريب)، التي اختفت عن المشهد طوال الأيام الفائتة، يجري اليوم تكليف بعض الوجهاء وشيوخ العشائر لتعطيل القانون بحجة المصالحة.
ماذا لو كان المشهد كالتالي: سائح شاكته شوكة، وصرخ متوجعا منها. ما الذي ستفعله الحكومة حينها؟

نيسان ـ نشر في 2018-05-21

الكلمات الأكثر بحثاً