اتصل بنا
 

طلال سلمان .. الباحث عن ممولين جدد عبر تشويه الأردن

نيسان ـ نشر في 2018-06-10 الساعة 02:36

x
نيسان ـ

بقلم محمد قبيلات...كتب الصحافي اللبناني العتيق طلال سلمان رئيس تحرير جريدة السفير، المتوقفة عن النشر، مقالًا في صحيفة ' الرأي اليوم' بعنوان : عن الاردن ومشكلته المتجددة.. “هل انتهى الدور الهاشمي كما ترغب السعودية؟”
تحدث فيه عن الأحداث الأخيرة التي وقعت في الاردن، وقدم فيه مقاربة تاريخية للحكم الهاشمي في الأردن وعلاقته بدول الجوار.
المقال مليء بالأخطاء والمغالطات التاريخية، ويتجاهل بشكل متعمد نضالات الشعب الأردني وتاريخه، وينظر من موقع متعالٍ إلى الأردن ككيان ودولة، حتى يخال للقارئ، غير العارف للمنطقة، أنه يقرأ لكاتب من دولة عظمى يكتب عن دولة فقيرة متخلفة في مجاهل أفريقيا.
كرر أكثر من مرة في مقاله أن الأردن بلد فقير من غير موارد طبيعية، وكأن الموارد الطبيعية هي البند الأساس والوحيد في بناء الاقتصادات العالمية، فإذا كان هذا الموقف صحيح، فمن حقنا أن نسأله: أية موارد طبيعية في سنغافورة يا أستاذنا الكبير، وما هي الموارد الطبيعية في دولة مثل اليابان؟!
طبعا نحن نعلم، أنه كان من الطبيعي لكاتب مثله أسير لمثل هذه السياقات، وخبير في القفز بين مصادر التمويل، أن يورد السردية التاريخية البائسة عن تكوين الدولة الأردنية، ويحاكم تاريخها كما لو أنها أُقتطِعت من دولة عروبية عظمى كانت قائمة في المنطقة مطلع القرن الماضي، وكما لو أن اتفاقية سايكس بيكو لم تكن، ولم تقطع أوصال سوريا الطبيعية، ولم تحولها إلى أقطار وأمصار مختلفة، بما فيها الشقيق العزيز لبنان.
السؤال الأهم للصحافي الهمام، ألم يكن في هذه البلاد الأردنية سكان ساندوا سلطان باشا الأطرش في ثورته ضد الفرنسيين؟ وربما كان السؤال الأخطر من ذلك؛ كم من عائلة لبنانية تعود أصولها إلى مدينة الكرك بمن فيهم السيد حسن نصر الله؟
وعن تقسيمة الأردن السكانية، نقول للسيد طلال سلمان، الشعب الأردني شعب واحد، والشركس جزء عزيز من هذا الشعب ويسكنون حيا في غرب عمّان، وكذلك اللاجئون الفلسطينيون، هم أخوة ومواطنون، تتركز سكناهم في عمان والزرقاء، ويعاملون كما يعامل الأردني، يشاركون في انتخابات البلديات ولجان المحافات وفي الانتخابات النيابية، ويتمتعون بقدر كبير من المواطنة، وليس كما تم معاملتهم في بعض الدول المقسمة بالحسابات الطائفية والاقليمية.
لقد أثبتت الدولة الأردنية أنها أقوى من كل الصعاب التي واجهتها، وليس بالامكان اختزال تاريخها ببعض محطات انتقال السلطة من ملك إلى ملك أو من حكومة إلى أخرى، ولقد استطاعت بعمقهيا الوطنيين؛ الشعبي والمؤسساتي، أن تثبت وتتجاوز أكثر من محطة؛ حتى من قبل أحداث ايلول 1970، وبعدها جرى ذلك في أكثر من مرة، حيث تمت إعادة صياغة العقد الاجتماعي، أكثر من مرة، بما جعل تلك المراحل تمر بأمن وسلام.
وهذا ما لم تستطع دول بلاد الشام كافة أن تنجزه حتى هذه اللحظة، ففي سوريا ظلت الانقلابات هي الطريقة الوحيدة للانتقال من حقبة إلى أخرى، إلى أن نشبت فيها قبل ثمانية أعوام الحرب الأهلية، كذلك الأمر حدث في لبنان حيث أنه تم تقاسمه بين زعماء الطوائف المستقطبين من قبل شتى القوى الاقليمية والدولية، حتى أصبحت كل طائفة لها كيانها المستقل، وما أبقاه موحدا حتى هذه اللحظة غير حالة التوازن التي فرضتها مصالح زعماء الطوائف وموظِفيهم.
طلال سلمان مجرد صحافي ظلَّ يمارس الارتزاق على مدى عشرات السنوات الماضية، حتى حُرقت أو انكشفت أوراقه جميعها، فأعلن أنه ينوي إغلاق جريدة السفير، قبل عامين أو أقل، على أمل أن يُسعفه الممولون بسعفة جديدة، لكن لم يلقِ له أحد بالًا، فأغلقها، وصار كاتبا في زاوية بريد القراء عند عبد الباري عطوان، كل أسبوع يلقي شباكه، بمقالة رديئة، على أمل أن يعثر عليه ممولون أو موظفون جدد.

نيسان ـ نشر في 2018-06-10 الساعة 02:36

الكلمات الأكثر بحثاً