اتصل بنا
 

قهوة البروكلي تنتشر بفضل فوائدها الصحية التي لا تعوض

نيسان ـ نشر في 2018-07-15 الساعة 20:11

x
نيسان ـ

رغم ظهوره في أغلب الدعايات الخاصة بالتغذية الصحية، فإن الكثيرين منا يتذكَّرون كم كان طعم البروكلي كريهاً، وأننا كنّا نرفض تناوله في سنوات الطفولة. لسنا وحدنا في العالم العربي مَن نكره البروكلي، إذ يبدو الأمر ظاهرة عالمية، لذا من الغريب أن تظهر قهوة بنكهة البروكلي، إذ من المتعارف عليه أن النكهات المحببة كالتوت بأنواعه، والفراولة، هي الرائجة في مشروبات القهوة والشاي، وتلقى استحساناً بين الناس. فما الذي دفع البعض للتوجه إلى البروكلي؟.. لنكتشف السر معاً.
مِن البلد الذي يكره الخضراوات جاءت الفكرة
ظهرت قهوة البروكلي بالأساس في أستراليا، البلد الذي يتجاهل سكانه الخضراوات في وجباتهم اليومية، خاصةً البروكلي القبيح وغير المحبب لديهم، ولكن هناك عدة أشياء عدة دفعتهم إلى قهوة البروكلي. جون لويد، المدير التنفيذي لشركة Hort Innovation، -التي ساهمت في تطوير قهوة البروكلي مع وكالة العلوم الوطنية الأسترالية (CSIRO)- يشرح الأسباب وراء هذه الفكرة الغريبة. إذ قال «إنه مع رواج نماذج التغذية السليمة حالياً، يحرص مزارعو أستراليا على تنويع منتجاتهم، وفي الوقت ذاته خفض نسبة النفايات والهدر من الأغذية، وإرضاء المستهلك، وتلبية احتياجاته.
إذ يقدم البروكلي حلاً لمشكلتهم الصحية
فالأستراليون لا يتناولون النسبة المطلوبة من الخضراوات يومياً، حسبما يشير عدد من الأبحاث. ومن هنا جاءت قهوة البروكلي لتقدم حلاً نموذجياً لهذه المشكلة، وما يترتب عليها من آثار صحية. إذ يحتوي البروكلي على كمية ممتازة من الفيتامينات B6، وA، وC، وK، كذلك يحتوي على ألياف، وبروتينات، ومعادن، فهو مصدر جيد للبوتاسيوم، والفولات، والماغنيسيوم، والمنجنيز. أي أنه طعام غني يعوض النقص العام في الخضراوات لدى الأستراليين.
كما أن هناك هدفاً اقتصادياً وراء الفكرة
فتِّش عن الاقتصاد لتعرف سرَّ هذه الموضة الجديدة، فهناك ميزة اقتصادية لقهوة البروكلي، إضافة لفوائدها الصحية. إذ إن هذا المنتج الجديد يقل فيه الهدر بشكل كبير، حيث تستخدم في صنع مسحوق القهوة كل أجزاء نبات البروكلي. فحبَّات البروكلي كاملة الزهرات، والسيقان وغيرهما من الأجزاء تجفف جميعها، ثم تطحن وتصل إلى أيدي المستهلك. والنتيجة أن ملعقتين من المسحوق تعادلان قطعة كاملة من البروكلي.
والميزة أن سحق البروكلي لن يقلل قيمته الغذائية بل العكس

مسحوق البروكلي بلونه الأخضر
تغيير شكل الخضراوات يقلل من قيمتها الغذائية، هذا ما يعتقده كثير من الناس، ولكن دراسة غذائية نشرت في Journal of Agricultural and Food Chemistry، تشير إلى عدم صحة هذا الاعتقاد. فقد تبيَّن أنه حتى مع تحويل الخضراوات إلى شكل آخر ستبقى قيمتها الغذائية عالية، مثلما كانت في شكلها الطبيعي. كما أظهرت دراسة أخرى نُشرت في Journal of Chiropractic Medicine أن الاعتماد على الفواكه في شكلها الطبيعي كغذاء لا يختلف في تأثيره كثيراً عن تناولها كمسحوق، إذ إنه إذا تم تناولها لمدة 90 يوماً، تؤدي لتخفيض ضغط الدم، ما يؤكد أن المسحوق يساعد أجسادنا في الحصول على القيمة الغذائية الموصى بها من الأطباء، مثله مثل القطع السليمة، والتي بالنسبة للبروكلي تتراوح ما بين 5 إلى 7 قطع يومياً. ولكن ليس هذا فقط، بل إن سحق البروكلي يعد أفضل طريقة لطهوه، والحصول على قيمته الغذائية كاملة؛ إذ إن تقطيعه عدة مرات يحفز إنتاج المادة الفعالة به، كما تستخدم تقنيات حديثة للمعالجة والتجفيف، مثل التجفيف بالتجميد، والتجفيف الفراغي، واستخدام الأشعة تحت الحمراء، لتُبقى على المادة الغذائية، وتحتفظ بلونها الأصلي.
الصيحة الجديدة لن تقتصر على القهوة

هل سنرى أرفف محلات البقالة قريباً مليئة بقهوة البروكلي
تبدو فكرة القهوة الصحية حصاناً رابحاً اقتصادياً. إذ إنه في عصرنا الحالي تنتشر الصيحات الغذائية الصحية بسرعة في أوساط شبكات التواصل الاجتماعي، ومرتادي النوادي الرياضية. تتفق ماري آن أوغستين، مديرة فريق الباحثين في وكالةCSIRO، مع هذا الرأي قائلة: «إن البروكلي هو الخيار الممتاز ليكون مسحوقاً غذائياً، لاحتوائه مواد نباتية كيميائية ذات نشاط بيولوجي، واحتوائه على قيمة غذائية جديدة مربحة للأسواق في عالم الغذاء». ويرى جون سيد، صاحب شركة لإنتاج البروكلي، أن بودرة البروكلي هي الظاهرة الصحية الجديدة، التي ستتوسع على الصعيد التجاري؛ إذ إن المسحوق يمكن إضافته إلى المخبوزات، والحساء، والعصائر بأنواعها ما يجعل منه سوقاً مربحة. وتقدم قهوة البروكلي في أستراليا باسم «بروكلي لاتيه» في مقهى Commonfolk في مدينة فيكتوريا، أيضاً بدأ مقهى في مدينة ملبورن بعرضه للزبائن.

وبصرف النظر عن تضارب الآراء، فإنه من المتوقع أن يزداد انتشار هذه القهوة؛ لأن المختصين يَرَوْن أن مساحيق الخضراوات والفاكهة هي المستقبل لمواجهة نقص التغذية السليمة، فهي مريحة للمستخدم، وسهلة الحفظ. والبروكلي ليس الوحيد في هذا الاتجاه، فمسحوق الأفوكادو، والجزر يُستخدمان في صنع الحساء، والمعجنات لقيمتهما الغذائية الكبيرة.

نيسان ـ نشر في 2018-07-15 الساعة 20:11

الكلمات الأكثر بحثاً