اتصل بنا
 

الاعتداء على شرطي السير...ألا شلّت أيديكم

نيسان ـ نشر في 2018-07-30 الساعة 10:12

x
نيسان ـ

إبراهيم قبيلات...حشود غفيرة من رجال يتنكرون ببدلات رسمية، توحي بوقار 'المحتشمين'، انهالوا بالضرب المهين على رجل أمن كل ما اقترفه أنه حاول تطبيق القانون على فاردة عرس أغلقت شارع الأردن بحجة الفرح.
إنها أفراح مجنونة تلك التي يرتكب رجالها حماقة ليس بحق رجل سير ينفق يوميا 6 ساعات من نهاره في ضبط سير المركبات وتحرير المخالفات على المسعورة منها بحق وطن بأسره.
'سعار' اندلق دفعة واحدة على وجه الشرطي فارتمى أرضاً وسط هياج أيدي وأرجل لم تعرف يوماً للفرح طريقاً، ثم يزعمون إن الشرطي نزع الفرح من طريقهم.
قلنا مرارا إن نزعة للعداء تتملك بعضنا، فينساق للكراهية والعداء والشحناء ولأبسط العناوين، ألا تجدون في 'الكيا' و'البكم' وحتى 'المارسيدس' و'الجيب' 'قنوة' مزينة ومدببة؟ هي مركونة ومتأهبة لأية دواع مستعجلة. إنه مجتمع الكراهية,
نحن لا نتفقد الماء والزيت والهواء في إطار المركبات بقدر ما نتفقد هراوتنا والإطمئنان عليها، في انعكاس لشخصية حائرة ويتملكها القلق من كل حدب وصوب.
الشرطي ينفق زهزة شبابه بين حبة عرق وحبة دمع ثم يجمعهما في محفظة يريد بها ترطيب قلوب أبنائه وزوجته، أو في أحسن الأحوال، يدفع جلها أقساطاً للبنوك، فيما يتبخر الباقي بين الفواتير وأثمان الخبز والبندورة، فلِمَ تبطشون به كل هذا البطش؟.
من يدلني على الفرق بين جرم الاعتداء على رجل السير وبين جريمة الدخان المزور؟
نحن نكتب وفي قلوبنا مخرز من اعتداءات متكررة على رجال السير ممن يصرون على تطبيق القانون على المركبات المجنونة، ونريد لها وقفا سريعا وعقابا رادعاً، يحمي هيبة التاج على رؤوسهم ويربي المتحمسين من الأوغاد.
مرعب منظر ركل رجل الأمن ويبعث برسائل خطيرة عن مجتمع ينادي في مجمله بدولة القانون والمؤسسات ثم لا يجد حرجاً في الاعتداء على رمزية الدولة وهيبتها.
ألجموا هؤلاء بالقانون وإلا سنضطر في القادم من الأيام لدفع الخاوات لهم، لقاء حياة رخيصة، بعد أن سلبوا منها طعم الكرامة.
لا يكفي تطبيق القانون على المعتدين، المطلوب الآن الإعلان عن العقوبات، لماذا لجنة التحقيق ومشهد الاعتداء صارخ، وإن كان ولا بد فلتظهر النتائج بغضون ساعات.
إن اعتقال 'رتبة' رئيس وزراء أسبق في قضية الدخان ليست أهم بالمطلق من تطبيق القانون على المعتدين على رجل السير؛ حماية للمجتمع من تغول الصغير والكبير.

نيسان ـ نشر في 2018-07-30 الساعة 10:12

الكلمات الأكثر بحثاً