اتصل بنا
 

'التفحيط' ورصاص البارود لن يمنحنا اعترافاً مجتمعياً بهيبة مسلوبة

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2018-09-08 الساعة 10:11

التفحيط ورصاص البارود لن يمنحنا اعترافا
نيسان ـ إبراهيم قبيلات... فعل خيراً جهاز الأمن العام بأن القى القبض على سائق أقل ما يمكن وصفه بـ-المتهور- كان من الممكن أن يحيل تخريج قريبه أو صديقه إلى مأتم، حين قدم مشهدا استعراضيا "تفحيط" في الشارع العام، ضارباً كل القوانين والأنظمة بـ"كاوتشوك" سيارته نوع "بي ام"، وسط فرحة الخريج وذويه.
الدولة جادة إذاً، هي لا تمزح. هذا ما نريده ونريد أيضاً تطبيق ما قاله وزير الداخلية، سمير المبيضين، قبل ايام، للمحافظين ومدراء الشرطة والاقاليم بضرورة جلب كل من يطلق النار، وإيداعه للقضاء.
نريد ترسيخ قيم مجتمعية جديدة، في مجتمع يظن بعضه أنه سينتزع اعترافا عاما بهيبته ومكانته الاجتماعية بمجرد تفريغ مخزن أو أكثر من رصاص البارود في قلب السماء.
ظهر في شريط فيديو انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي موكب لعدد من المركبات المصطفة "قسراً وطوعاً" بفرحة خريج جامعي فأغلقت الطريق العام. الفرحون لم يكتفوا بذلك، بل أطلقوا العنان لصليات البارود تكريسا للفرح.
حين يقرر أحدهم أن يفرح عليك أن تخلي الشارع تماما، وإذا اضطررت للخروج يا حبذا لو ارتديت واقي الرصاص والخوذة.
هو فرح لا يكتمل إلا إذا أطلقنا العيارات النارية وفحطنا بالسيارات وعطلنا حركة المرور.. هكذا نحن، لفرحنا مذاق مختلف، وأجواء محفوفة بالموت وبرائحة البارود.
كيف يمكن فهم إصرار شباب على تنفيذ حركات استعراضية "تشحيط" في الشارع العام بحجة الفرح؟ وكيف تتلقى أسرهم "التهاني" و"التبريكات" بفراسة ابنهم بصيغتها الحديثة؟ ألم يفكروا بحياة المارة وحقهم في الحياة؟.
نشاهد مثل هذه الحركات الصبيانية في قرانا ومحافظاتنا بشكل دائم، لكننا لم نسعَ لوقف مثل هذه السلوكيات، ولم ندافع عن حقنا ليس في الشارع فقط، بل وفي العيش بسلام. لربما جرى تدجيننا بهدوء فتعايشنا مع هذا الخطر السرطاني دون ان نشعر، ولربما نريد أن ننتصر على الضعف المستقر في أعماقنا؟.
لا نريد لفرحنا بضبط السائق أن يتبخر، نريد أن نقرأ خبرا آخر عن حكمه في أحد المعتقلات الأردنية..نريد تعطيل كل "الجاهات" و"العطوات" لصالح إنفاذ القانون وتطبيقه..نريد أن نمشي في شوارعنا آمنين مطمئنين..
افرحوا كما شئتم من دون أن ترعبونا وتروّعوا صغارنا إذا سلموا من رصاص بنادقكم الشرهة.

نيسان ـ نشر في 2018-09-08 الساعة 10:11


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً