اتصل بنا
 

ولادة العجل الأحمر مقدمة لهدم الأقصى

كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية

نيسان ـ نشر في 2018-09-16 الساعة 13:21

نيسان ـ منذ أن أسلم الدخلاء علينا الذين عثر عليهم المندوب السامي البريطاني في جزيرة العرب السير بيرسي كوكس،في صحراء التيه اليهودي العربية ،ونحن ننتقل من بدعة يهودية مضحكة إلى بدعة صهيونية أشد وأنكى،مثل أن جزيرة العرب بكليتها هي ملك لليهود الذين عاشوا فيها وحدهم،وآخر بدعهم المضحكة ولادة العجل الأحمر.
ففي الثامن والعشرين من شهر آب/أغسطس الماضي ،أعلنت جمعية"معهد الهيكل"اليهودية المتشددة التي تعمل لبناء الهيكل الثالث المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى المبارك، وتتلقى تمويلا من وزارة الحرب الصهيونية،عن ولادة "العجل الأحمر" المذكور في توراتهم على انه يبشر بنزول المخلص ومقدمة لهدم الأقصى وبناء الهيكل الثالث وإندلاع معركة "هيرمجدون" ونهاية العالم.
ولكي يلبسوا هذه البدعة ثوب الجدية ،ويضفون عليها القداسة التوراتية ، أعلنوا انهم أخضعوا هذا العجل للتحقيقات التوراتية،وتبين لهم أنه مرشح وبقوة أن يكون هو العجل التوراتي المنتظر،بحسب ما ورد على لسان الحاخام"شاين ريتشمان" مدير معهد الهيكل الثالث،الذي أكد أيضا أن الوقت قد حان لبناء الهيكل الثالث بعد ولادة العجل التوراتي الأحمر.
المضحك في الأمر أن المعهد إياه اطلق عام 2015 برنامجا بعنوان"إستولدوا العجل الأحمر" ،بتمويل من وزارة الحرب الإسرائيلية بقيمة 12 ألف دولار،وتمويل من منظمتين صهيونيتين أمريكيتين بقيمة 50 ألف دولار،وهنا تكمن العقدة ،لأن الولادة تمت برعاية وعناية وتخطيط وتمويل ،خاصة وأننا نعيش في عصر التطور العلمي وما يتضمنه ذلك من تهجين لإختيار صفات ومواصفات المولود المرغوب،وأعني بذلك أنهم إستغلوا التطور العلمي في ظهور هذا العجل المعجزة،من أجل تنفيذ مخططاتهم التوراتية وفي مقدمتها بطبيعة الحال هدم الأقصى وبناء الهيكل الثالث على أنقاضه.
وبحسب تقاليدهم فإنهم يعملون بجد على تطهير اليهود لتأهيلهم لدخول الهيكل الثالث بعد بنائه،كما أن هذا العجل المعجزة -ونحن لسنا في زمن المعجزات – سيكون الأضحية التي ستحرق في مذبح الهيكل الثالث بعد بنائه.
قام هؤلاء على الأسطورة ونشأوا عليها ،وعمقوا أفكارهم بترهاتها ،كما انهم أقنعوا الآخرين الذين دجنوهم أولا بقبولها على انها مسلمات،وهذا يظهر جليا في التحالف الإنجيلي "المسيحية -الصهيونية"،القائم على الإنتهازية والإستغلال ،فاليهود مقتنعون ان المسيح المخلص بعد نزوله إلى الأرض سيقوم بتحويل المسيحيين إلى اليهودية،بينما يعتقد المسيحيون أن المسيح المنتظر سيقوم بتحويل اليهود إلى المسيحية،وهكذا دواليك نضيع نحن بين هذه الإعتقادات الباطلة والتحالف الإنتهازي.
الملاحظة الخطيرة التي لم يتنبه لها أحد،وربما لم تدر بخلد أحد ،أن توقيت ولادة هذا العجل المعجزة ،جاءت في ظل تنفيذ ما يطلقون عليه صفقة القرن التي تبناها الطرمب ترامب بدعم وتمويل من المراهقة السياسية العربية الغبية "منو وفيه" في الخليج،وإعتراف ترامب بالقدس عاصمة أبدية موحدة لمستدمر إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية النووية،والخطوات الإسرائيلية المتسارعة لتهويد القدس، والضغط على الأردن الرسمي للتنازل عن الوصاية الهاشمية على المقدسات العربية في القدس المحتلة مقابل دعم مالي كبير.
كل ذلك بطبيعة الحال يحدث في القدس المحتلة وسط صمت وتأييد العربان من صنيعة السير بيرسي كوكس،الذين وقعوا عام 1915 للسير كوكس وثيقة تفيد انهم لا يمانعون من إعطاء فلسطين لليهود "المساكين"،إرضاء لبريطانيا العظمى وممثلها السير كوكس.

نيسان ـ نشر في 2018-09-16 الساعة 13:21


رأي: أسعد العزوني كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية

الكلمات الأكثر بحثاً