اتصل بنا
 

معن القطامين.. صوت طفيلي تسرّب إلى قلوب الأردنيين بخطاب علمي

نيسان ـ نشر في 2018-09-25 الساعة 10:22

x
نيسان ـ إبراهيم قبيلات...ما ظهر إلكترونياً إلا وعجّت صفحته الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات والمشاركات، وما تحدث في قضية أو شارك في مهمة إلا وترك أثره ندياً رطباً في قلوب الأردنيين بخطاب مشدود، لا مكان للحشو فيه.
إنه الدكتور معن مرضي القطامين الذي أصر على دخول الفضاء الإلكتروني، متسلحاً بالعلم والمعرفة والدراية في مقارعة ملفات حكومية ساخنة، يلزمها الكثير من الأرقام والأحصائيات والجمل العلمية في قوالب تنحاز للأردن؛ مكاناً وناساً.
كانت البداية في أعقاب جلسة مسائية جمعته بوزير مالية سابق ونائب وعين، قبل عام، تحت عنوان رفع الدعم الحكومي عن الخبز.
في تلك الجلسة حاول القطامين تنبيه الوزير إلى إمكانية رفع إيرادات الدولة من دون الحاجة الى رفع الدعم عن الخبز، لكن الوزير صمّ أذنية أمام إلحاح القطامين، حتى حرف خطابه صوب نائب يجلس على طاولة الوزير، لكن السلطة التشريعية لا تضل طريقها أمام مصالحها الشخصية، فلم يبد النائب اهتمامه بالفكرة، في تماهٍ يصل حد العظم، مع نبض الحكومة.
ذلك المشهد انتهى بالنسبة للقطامين إلى نتيجة واحدة، وهي: لا صوت للمواطن لدى حكومة ترفض مجرد الاستماع لأي فكرة تتعارض ورؤيتها في إدارة مشاريعها.
اشترى القطامين كيلو خبز، وحضر الى مكتبه في خلدا وسط العاصمة عمان، بعد أن تبلورت لديه فكرة الرد على الوزير ومن بعده الفريق الاقتصادي، بطريقة علمية يصعب ردها، أو القفز عن مضمونها، فكان "الفيسبوك" ملاذه.
كان القطامين أمام تحدٍ لزعزعة توازن طبقة مترهّلة وعاجزة عن التفكير وخلق الحلول بعيداً عن جيوب العباد؛ لتعبر البلاد أزمتها، فراح يعد نفسه لإنتاج فيديو بعنوان "كلام مش طحين" بعد أن أعد نصه بهدوء، مطلقاً العنان لشهادته في الاستثمار والاقتصاد بتقديم معالجات اقتصادية متينة وقابلة للتطبيق، بعد أن نفخ فيها من روحه الإبداعية وصياغاته الأدبية.
في فيديوهاته المتلاحقة ينتصب الشاعر القادم من قرية العين البيضاء في محافظة الطفيلة، مفنّداً رؤى الحكومة بحجج علمية تخلو من الصراخ والتنديد، وتفيض بأرقام وحقائق وحلول عبّدت طريقه أمام قلوب الأردنيين، حتى غدا من أشهر الشخصيات وأكثرها حضوراً وتأثيراً.
في المقابل يقول خصومه :"الرجل "مستوزر". هي تهمة لم يتوقف عندها القطامين كثيراً، باعتبار الطموح في المشاركة بالحكم حقا مشروعاً للجميع. يقول القطامين في لقاء لصحيفة نيسان: "الوزارة اليوم بمثابة انتحار اجتماعي كما أن الطريق للوزارة لا تمر بإنتاج فيديوهات قاسية".
أدرك القطامين أن رسالته وصلت، فراح يعد نفسه لمشوار طويل من التصدي لاخطاء الحكومات المتعاقبة.
الناس اليوم ألغت الجغرافيا بينها وبين القطامين، فصارت تهاتفه وتتواصل معه عبر الفيسبوك مقترحة مواضيع تهمها، وتحسّن من ظروف عيشها بعد أن وجدت به نصيراً بلا مطامع.
في ذاكرة القطامين تزدحم الأفكار عن أبيه القومي والمناضل مرضي القطامين –رحمه الله- وعن أمه رسمية سلمان الضروس، وعن جيل ذهب ولم تمح آثاره من ذاكرة الناس.
إنه جيل لا يشبه أحداً، آمن بنفسه وقدرته في إحداث التغيير، فكان محطة مضيئة يستمد القطامين منها عزماً وهمة وإصراراً يتحول تالياً إلى أهداف وطنية، يشترك بها نسيج اجتماعي ملّ البقاء على الحافة، ويصر على الدخول حتى قلب الملعب.

نيسان ـ نشر في 2018-09-25 الساعة 10:22

الكلمات الأكثر بحثاً