اتصل بنا
 

أصغر مأذونة في مصر : مواقع التواصل سبب خراب البيوت (صور)

نيسان ـ نشر في 2018-10-04 الساعة 19:12

x
نيسان ـ
استطاعت أن تكسر تابو "للرجال فقط" في مهنة كل من فيها رجال. وعلى الرغم من صغر سنها، لكنها تمكنت من أن تحقق نجاحاً في مجالها، حتى إن كثيرين يطلبونها بالاسم. ترى أننا نعيش في عصر تمكنت فيه المرأة من اقتحام كل المهن التي كانت حكراً على الرجال يوماً ما. إنها وفاء قطب أصغر مأذونة في مصر.


وتقول وفاء قطب، التي تقيم في محافظة الإسماعيلية، لـ"النهار": "أعشق مهنتي وأحبها، وأرى أنها لا تقتصر على توثيق عقود الزواج والطلاق، لأن الجانب الإنساني فيها كبير. ففي الأفراح أبارك للعروسين وأتمنى لهما حياة سعيدة، وأشاركهما في فرحتهما، وهو إحساس جميل. وفي حالات الطلاق أحاول قدر الإمكان أن أصلح بين الطرفين، وأقدم لهما عديداً من الحلول التي تنقذ أسرتهما من التفكك. وفي حال نجاحي يعطيني ذلك طاقة كبيرة لمواصلة المزيد من مهمتي في تقليل حالات الطلاق بمصر التي تأتي في المرتبة الأولى عالمياً، والتي تتعدد أسبابها، لا سيما بعد الانتشار السريع للسوشيل ميديا وسيطرتها على كل جوانب حياتنا. فكل فرد في الأسرة لديه «موبايل» خاص ويعيش بمفرده في ظل هذا العالم الافتراضي الذي لا يغني ولا يُسمِن من جوع، وللأسف يستخدم العرب هذه التكنولوجيا بشكل خاطئ، وهذا سبب اختلاف الغرب عنا، حيث يستخدمونها في ما يفيد وينفع".


وتابعت: "سوء الاختيار من أكثر الأسباب المؤدية إلى الطلاق بعد السوشيل ميديا، فكثير من الفتيات تعميهن فرحة الفستان الأبيض عند رؤية الشخص الذي سيتم الزواج به، فيتغاضين عن كثير من العيوب، ويقدمن عديداً من التنازلات من أجل ارتداء الفستان وخاتم الزواج. وبعد الفرح وذهاب المعازيم، تُفاجأ الفتاة بصدمة عمرها، فتجد شخصاً آخر غير الذي رسمته في أحلامها، مختلفاً عنها في التفكير والطباع، كما أن عدداً من الشباب غير مؤهلين لفكرة تحمّل المسؤولية، فيُقبلون على الزواج، ويلقون بهذه المسؤولية على المرأة التي تجد نفسها تعمل كل شيء بنفسها من دون مساعدة من أحد، فتقرر أن تنفصل وتعيش بمفردها، أفضل من أن تتحمل مسؤولية رجل يمثل عبئاً عليها وعلى نفسيتها. وأحياناً يكون سبب الانفصال هو سوء التواصل بين الطرفين. فالمرأة في عصرنا الحالي تتمتع بشخصية قوية واستقلال مادي، وبالتالي تكون في حاجة إلى من يشاركها الحياة، لكن بعض الرجال يعتقدون أن الزواج يعني أن يقود المرأة باعتبارها تابعاً وليست شريكا. وللأسف كثير من الرجال لا يدركون هذا الاختلاف، فتحدث مشاكل ويقع الطلاق".

وأشارت وفاء إلى أنها تخرّجت في كلية الحقوق ـ جامعة الزقازيق العام 2006، وحصلت على الماجيستير عام 2008، ووقتها عُيّنت أمل سليمان أول مأذونة امرأة في هذه المهنة، فألهمها ذلك بأن تقدم أوراقها لهذه الوظيفة. وكان ذلك العام 2009 مع 31 رجلا آخر. وصدر قرار بتعيينها من بين هؤلاء الرجال في عام 2015، إذ إن قرار التعيين يستغرق عادة عدة سنوات.

وتابعت: "هناك صورة ذهنية مأخوذة عن شكل المأذون، صدّرتها لنا الأفلام والمسلسلات والدراما بشكل عام، حيث يظهر المأذون على أنه شيخ كبير، يرتدي جلباباً وعمة وقفطاناً، لكنها تحمل نوعاً من المبالغة بعض الشيء، ثم جاء مسلسل "نونة المأذونة" عام 2011 ليغيّر هذه الصورة الذهنية، حيث قامت ببطولته حنان ترك، ويحكي قصة أول مأذونة تدخل هذه المهنة من السيدات، وهي أمل سليمان. ومع ذلك فهذا المسلسل مجرد مسلسل كوميدي ليس أكثر، ولا يُظهر الحقيقة. كما أن أمل سليمان نفسها رفعت دعوى قضائية ضد هذا المسلسل. لكن بصفة عامة فالمأذون شخص عادي مثل أي شخص آخر ليس معقداً أو عابساً، فأنا أعمل مأذونة لكنني أمارس حياتي بشكل طبيعي، أقابل صديقاتي وأضحك وأخرج وأسافر وأحضر أفراحاً".
تؤكد أنها لاقت قبولاً وترحيباً لا مثيل له..:"كل مأذون له دائرة خاصة به، ولا يجوز لمأذون أن يكتب عقداً في دائرة زميل آخر إلا بتصريح من قاضي الأسرة في المحكمة التي يتبع لها المأذون، ويأتيني أشخاص من دوائر مختلفة عن دائرتي يطلبون أن أكتب كتاب ذويهم، وأُعتبر أول مأذونة بين زملائي تنتهي تصاريحها في أول الشهر لأنها تكون بعدد معين".
وتتابع: "أصبح الإتيان بمأذونة امرأة لكتابة الكتاب مدعاة للفخر بين الأهل والأصدقاء، حتى إنني أتذكر أن عائلة من صعيد مصر أصرّت على أن أقوم بكتب كتاب ابنتها، رغم أن والد العروس كان يتمتع بكل صفات الشخص الصعيدي، فلم يسمح لابنته بالجلوس مع عريسها أو رؤيته أو الحديث معه، وانتابني استغراب شديد أن يصر على أن امرأة هي من تكتب كتاب ابنته وعندما سألته أجابني بأنه يشعر بالارتياح لي والتفاؤل بي وأن كل الأقفال تفتحت عندي، أخذت منه هذا الكلام وشعرت بسعادة بالغة".

تحلم وفاء بإقامة مركز تأهيل للمقبلين على الزواج لتعليمهم كيفية اختيار شريك الحياة المناسب وكيفية التعامل خلال أول سنة زواج بشكل صحيح، لأن مشاكل هذه السنة تحدث شروخاً لا تلتئم مع الأيام، فالزواج ليس مجرد اثنين جلسا معاً في الصالون ساعتين وقالا سنتزوج، لا بدّ أن نعترف أننا مختلفون، لكن للأسف كل طرف يتعامل على أساس طبعه وهذا خطأ كبير، وهذا المشروع في مرحلة الإعداد والتجهيز له على المستوى الأكاديمي من خلال القراءة والاطلاع إلى جانب الدراسة".







نيسان ـ نشر في 2018-10-04 الساعة 19:12

الكلمات الأكثر بحثاً