اتصل بنا
 

حكومة الشؤم على الاردن

نائب سابق وكاتب صحافي

نيسان ـ نشر في 2018-11-12 الساعة 10:07

نيسان ـ اسمى مشاعر العزاء والمواساة للاسر الاردنية المكلومة والملتاعة على اثر الفاجعة الوطنية التي المت بالشعب الاردني كله على مدار الايام والاسابيع الماضية وبدأت بحادثة البحر الميت التي قضى فيها اطفال صغار نحبهم – رحمهم الله- وقد داهمتهم الفيضانات والسيول الجارفة في منطقة جبلية وعرة في سياق استفتاح كارثي للموسم المطري الحالي، وانتقلت الظروف القاسية الى عدة اسر اردنية كريمة فقدت احباءها بصورة صادمة ومأساوية مع جريان السيول بصورة غير مسبوقة ومنها عائلة المرحوم زيد الحديثات التي خسرت اضافة للوالد خمسة من افرادها كلهن طفلات صغيرات - رحمهن الله تعالى- وكذلك المعلمة وطفليها الذين قضوا في سيول ضبعة عليهم رحمة الله عليهم ، وكذلك الشاب أنس السراحين – رحمه الله - الذي كان يرعى اغنامه في منطقة الواله وقد داهمته مياه الامطار، وعمت مشاعر الحزن والاسى الاردن الذي ضاعت فيه حدود المسؤولية. وارجو الله ان تتوقف الكارثة عند هذه الحدود وان لا تكون الهطولات المطرية القادمة منذرة بفقداننا المزيد من الارواح الطاهرة والبريئة .
ما يجري لا شك له علاقة بهشاشة مؤسسات الدولة وبضعف بنيتها التحتية التي صرف عليها عشرات المليارات والتي لم تتعرض للاختبار الحقيقي بعد كي يظهر مدى قدرتها على التعامل مع الظروف غير المعتادة، وكذلك عدم الجاهزية الحقيقية والتعامل مع الميدان بصورة عملية، وتطوير واقع ومستوى الخدمات العامة المقدمة للمواطنيين والتي هي في تناقص حاد منذ سنوات نظرا لفوقية الحكومات المخملية ووزرائها الذين ابتلينا بهم و لا تتعدى مؤهلات اكثرهم انهم يحملون شهادات الدكتوراة من الجامعات الامريكية والاوروبية واحدهم يتيه في الاردن اذا سار خارج نطاق عمان، وجلهم للاسف لا يملكون مشاعر حقيقية تربطهم ببسطاء الاردنيين لتسهيل حياتهم وهم لا يعرفون كيف يعيشون ويمضون ايامهم في سلسلة متواصلة من المعاناة من اجل لقمة العيش.
والمسؤولية اليوم غائبة وحتى مع تقدم عدد من الوزراء باستقالاتهم في الحادثة الاولى وتشكل العديد من اللجان للبحث عن اوجه القصور الرسمي ولا ادري من يستقيل ايضا على اثر حوادث السيول الاخيرة المفجعة، وهل تنتهي المأساة عند هذا الحد.
ولا شك ان الاردنيين اظهروا شجاعة نادرة في التعامل مع الكارثة كما هو دأبهم اذ تظهر الظروف الصعبة معدنهم الطيب، واستبسل ابناؤنا في الدفاع المدني وبقية الاجهزة الامنية ومواطنيين عاديين في جهود البحث والانقاذ حتى فقد بعضهم روحه في سبيل انقاذ ارواح اخوانه الذين يتعرضون للخطر.
غير انني بت اخشى ان تكون هذه الحكومة جالبة للنحس وسوء الطالع والنكد والبؤس على الشعب الاردني، ولانها كما يبدو ينقصها التوفيق الرباني لمباشرة عملية الحكم في ظروف افضل وهي التي تتعلق بحياة ومصير ملايين الناس. فهذه الحكومة وكأنها نذير شؤم على الاردنيين الذين صاروا فرائس لمياه الامطار والسيول التي لم نشهدها من قبل، واذا كانت كل حالة هطول مطري ستكلف الاردنيين العديد من الارواح وخاصة من الاطفال الابرياء فهذا يحول فصل الشتاء الذي يتفاءل به الاردنيون خيرا الى كارثة وطنية محققة .
ارجو ان يجنب الله الاردن واهله الشر، وان تكون الحكومات جالبة للخير والبركة والرخاء، وان يعم التفاؤل صدور الاردنيين وان يخرجهم من دائرة الحزن والمعاناة وانعدام الامل التي تتواصل منذ سنوات خلت.

نيسان ـ نشر في 2018-11-12 الساعة 10:07


رأي: علي عواد السنيد نائب سابق وكاتب صحافي

الكلمات الأكثر بحثاً