اتصل بنا
 

أبو رمان : الحكومة تراجعت عن مصطلح 'العقد الاجتماعي' لكنها لم تتراجع عن مضامينه

نيسان ـ نشر في 2018-11-21 الساعة 22:19

x
نيسان ـ أعلنت الحكومة لأول مرّة عن تراجعها في استخدم مصطلح "العقد الاجتماعي" الذي طرحه رئيس الوزراء عمر الرزاز في بواكير عهده، غداة تسلمه موقعه.
وزير الشباب والثقافة الدكتور محمد أبو رمان الذي كشف عن ذلك خلال ندوة تفاعلية في نقابة الصحفيين مساء الأربعاء، شدد على أن الحكومة تراجعت عن استخدام المصطلح لكنها "لم تتراجع عن مضامينه التي طرحتها في بدايات عملها".
وعزا الوزير هذا الأمر إلى أن غياب المصطلح (أي العقد الإجتماعي) عن الخطاب الحكومي يتأتى جراء إثارة التخوفات لدى البعض منه إثر ملامسته لمفاهيم الهوية وعلاقة المواطن بالدولة، وقال "وحتى لا ندخل بمعارك وهيمة". – بحسب تعبيره- .
وكان المصطلح الذي روّج له الرئيس الرزاز فتح باب تساؤلات واسع، كما أن حظي بنقد شديد لا سيما من قبل مجلس النواب إبان خطابات الثقة.
** الأردن يمر بمرحلة تحول من "الريعية" إلى "المواطنة":
وقال الوزير إن الأردن يمر بمرحلة تحولٍ هائلةٍ على الصعيد الإقتصادي والمجتمعي وذلك التحول هو من دولة الريعية إلى دولة المواطنة والخدمات، وكرستها – أو عبر عنها – قانون ضريبة الدخل.
وبين أن هنالك حنيناً لدى الأردنيين إلى مرحلة الدولة الريعية، ومن الواجب فهم هذا التحول حتى لا ندخل بمرحلة اليأس أو الإحباط.
وأكد أبورمان أن الشأن الثقافي والشبابي كان في ذيل اهتمامات الحكومات السابقة، بالرغم أنه "شأنٌ سياديُ" – على حد وصفه -، مبيناً أن المرحلة الحالية تشهد زخماً بالاهتمام بالشباب يعبر عنه إعادة الوزارة التي تُعنى بهم إلى الحياة.
** لا بد من وجود مشروعٍ ثقافي للدولة يسند أولويات الحكومة:
ولفت خلال الندوة التي حضرها نقيب الصحفيين الزميل راكان السعايدة، إلى ضرورة وجود مشروع ثقافيٍ يسند أولويات الحكومة، مبيناً أن هذا المشروع يعدّ حاجة في ضوء حالة المزاج السلبي التي يعيشها المجتمع الأردني.
وقال إنه لا يمكن اعتبار حالة المزاج السلبي السائدة كنتيجة للأزمة الاقتصادية وإرتفاع الأسعار وحسب، بل لوجود عوامل أخرى تغذيها، منها تراجع الاهتمام بالمشروع الثقافي.
وحذر الوزير خلال الندوة التي أدارها رئيس اللجنة الثقافية بالنقابة الزميل رمزي الغزوي وحضرها عدد من الزملاء والمهتمون بالشأن الثقافي ونشطاء شباب، من الوصول إلى حالة "الشكوك الثقافية".
وقال الوزير: "إن الوصول إلى حالة الشك بالثقافة، كما السياسة والإقتصاد تشكل خطراً"، مدللاً على حديثه بوجود حالة تنمر لعددٍ من فئات المجتمع، ما أدى إلى بروز سؤال "عن علاقة المواطن مع الدولة".
** غياب المشروع الثقافي أدى لحالة من الإنقسام في "المجتمع":
وقال أبو رمان إن غياب المشروع الثقافي أدى إلى وجود حالةٍ من الإنقسام في المجتمع الأردني ما بين تيارٍ يسعى إلى التحديث والتطوير وآخر محافظٌ بات يخشى على هويته حيال التيار الأول.
ونوه إلى أن هذه الحالة من الإنقسام أدت إلى طرح تساؤلات بينها "أين تقف الدولة بين التيارين وما هي الأرضية المشتركة بينهما؟"
وتطرق الوزير في حديثه إلى وجود فجوة بين المحافظات والمركز بالعاصمة أيضاً، قائلاً: "بتنا وكأننا أمام ثقافات متعددة، ولسنا ثقافة واحدة"، مبيناً أن الثقافة هي القوة الناعمة للدولة وأنها باتت تتراجع.
وأشار الوزير إلى وجود قيم تحكم أولويات الحكومة في الثقافة والشباب بينها الشراكة والتشبيك والتكامل والتنظيم مع مؤسسات المجتمع الأردني، بالإضافة إلى الانتقال إلى المحافظات وعكس النظرة إلى المركز في عمان، والتكامل بين وزارتي الثقافة والشباب.
** ميثاق وطني ثقافي يعيد الإعتبار إلى "النخبة" :
وكشف الوزير عن توجه وزارة الثقافة إلى اطلاق ميثاقٍ وطني ثقافي، "بدأت الوزارة بالإعداد له ويهدف لإعادة الاعتبار إلى النخبة الثقافية في القضايا الوطنية".
كما ستتضمن الوثيقة الاتفاق على قضايا جوهرية كعلاقة الدولة بالثقافة وسبل الإلتقاء دينياً وفكرياً، واحترام رأي الأقليات كما الأكثريات.
وأشار الوزير إلى توجهٍ للإهتمام بالدراما، من خلال انتاج عملين دراميين كل عام، يهدفان إلى بث رسائل سياسية وتوعوية، مبيناً في سياق رده على أسئلة الحضور إلى تفكير الحكومة بأن يكون التلفزيون الأردني شاشةً للعائلة، إضافة إلى مراجعة وزارة الثقافة للمجلات والكتب الصادرة عنها، ومراجعة مهرجان جرش للثقافة والفنون.
وبين الوزير أن الوزارة تفكر بإعادة الإعتبار إلى الكتاب الإلكتروني والمكتبة الإلكترونية، حيث تجري الوزارة مراجعة لميزانيتها ومخصصات المشاريع وستعمل على ترتيبها وفقاً للأولويات.
** رفع عدد المستفيدين من أنشطة مديرية المسرح إلى (1200) :
واشار إلى أهمية توسيع قاعدة الشباب المشاركين من أنشطة مديرية الفنون والمسرح بوزارة الثقافة ورفع عدد المستفيدين منها من (400) طالب إلى (1200)طالب وتوسيع مظلة عملها لتشمل المحافظات.
وتطرق الوزير إلى دور المراكز الثقافية وخاصة بالمحافظات، قائلاً: " إن الوزارة تسعى إلى تفعيل هذه المراكز عبر رفدها بأنشطة مسرحية وثقافية وبالتعاون مع مؤسسات فاعلة مثل مؤسسة شومان".
كما ستقوم الوزارة بتنفيذ حملةٍ إعلاميةٍ تهدف إلى استعادة المسابقات الثقافية الوطنية، وتأسيس أنديةٍ للقراءة في المراكز الشبابية، لافتاً إلى وجود دراسة مسحية أشارت إلى وجود (192) مركزاً شبابياً على مستوى المملكة، كبير منها لا يقوم بالدور المطلوب منه.
ودعا الوزير إلى توطين المبادرات والبرامج الشبابية بالمراكز الشبابية، مبيناً أن هناك تفكيرٌ بإعادة هيكلة المراكز الشبابية عبر دمج مراكز الشباب والشابات في بعض المحافظات.
** برلمان (ظلٍ) شبابي على المستوى الوطني:
وأشار إلى أن الحكومة تفكر بإيجاد برلمان (ظلٍ) شبابي في المحافظات على أن يجري لاحقاً الانتقال به إلى المستوى الوطني بهدف إدماجهم بالحياة السياسية .
وقال إن الهدف من هذه البرلمان تأهيل الشباب وإدراكهم لآليات عمل النظام السياسي الأردني، بالإضافة إلى التفكير بإنشاء أولمبياد للمدارس على المستوى الوطني.
وبين الوزير، في سياق ردوده على أسئلة الحضو إلى أن الحكومة تفكر بتأهيل قيادات الصف الثاني بالحكومة ليكونوا من الشباب، منوهاً إلى وجود تخطيط لهذا الجانب.
** مكافحة الإرهاب والتطرف:
الوزير أكد أن مكافحة التطرف والإرهاب في صميم عمل وزارة الثقافة، مشيراً إلى أن المسرح والثقافة والفنون تعتبر استراتيجيات وقائيةٍ تصون المجتمع من ثقافة التطرف والإرهاب.
وأشار إلى أن الوزارة بصدد نشر الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب، " إذ لا ضير من نشر بنودها".
وأشار الوزير إلى أن وحدة مكافحة الإرهاب والتطرف ستبقى تابعةً لرئاسة الوزراء، والتي تخضع وحداتها إلى هيكلة حالياً.
** "خدمة وطن" ما زال في طور النقاش الحكومي:
وبين الوزير أن هناك تفاصيل في برنامج خدمة وطن الذي يستهدف تأهيل الشباب ما زالت في طور النقاش الحكومي، حيث هناك تفاصيل ما زالت إلى بحاجة إلى البحث.
** السعايدة: الثقافة هي القوة الناعمة لأي دولة
ورحب نقيب الصحفيين راكان السعايدة بالوزير في النقابة، قائلاً: " إن الهدف من الندوة هو استكشاف طرق إدارة المشهد الثقافي، خاصة وأن الثقافة تعتبر القوة الناعمة لأي دولة وتعكس الصورة الإيجابية عنها".
وأكد أننا بحاجة إلى الثقافة في حياتنا دوماً بإعتبارها جزء مهم يعبر عن سلوكياتنا في الطريق أو عبر التواصل الاجتماعي – مثالاً-، ونوه إلى دور وزارتي الثقافة والشباب بقضايا يجب تعظيمها لمنفعة الوطن.

نيسان ـ نشر في 2018-11-21 الساعة 22:19

الكلمات الأكثر بحثاً