اتصل بنا
 

مؤتمر لوطي في عمان .. يجتمعون على ماذا؟

نيسان ـ نشر في 2015-05-24 الساعة 18:33

x
نيسان ـ

في عمان، يجتمع اللوطيون والسحاقيات للمطالبة بحقوقهم. الخبر نشر على أكثر من موقع الكتروني، وقبل ذلك نشر على صحفة إحدى المجلات المتخصصة باللوطيين في العالم. وحوى الخبر على صورة المشاركين في الاجتماع وبعض أسمائهم.

كل ذلك كان مقصودا، سواء الكشف عن الاجتماع، أو نشر صور المشاركين فيه، ومفاجئة السفيرة الأمريكية في عمان للمجتمعين بحضورها، وما تحدثت به أمام اللوطيين والسحاقيات.

لا شيء عفوي. المطلوب أن يعترض الناس بأشد العبارات استنكارات واحتجاجا. لا بأس في ذلك، فهذه الصدمة هي الهدف وتكفي حتى اللحظة.

السفارة الأمريكية لا تنتظر بالتأكيد أن يهز الناس رأسهم متفهمين ما جرى، وتعلم حجم الغضب الذي سيشعر به الأردنيون من هذا الاجتماع، والمطلوب تفريغ هذا الغضب بأشد أنواع الإدانة، وهذا ما ستسمعنا إياه جماعة الإخوان المسلمين في الأردن في بيانها القادم عقب اجتماع مكتب تنفيذها الدوري، وهذا ما قد يسمعنا إياه ائتلاف أحزاب اليسار والقوميين في بيانهم أيضا، وربما ستطل علينا بقالة هنا أو دكانة هناك لتحدثنا بأبشع أنواع الاستنكار أن ما جرى من اجتماع في عمان العروبة والإسلام مرفوض.

هي رسالة السفارة الأمريكية بعمان هي رسالة في عمان التي تريد أن يشعر الأردنيون فيها بالغضب من فعل السفيرة الأمريكية، لكن خلال كل ذلك، سيكون الهدف قد تحقق تماما، بهز بنية المجتمع القيمية، وصدمنا.

توقفوا قليلا، نحن هنا لا نتحدث عن حرام وحلال، رغم مركزيته في حياة أسرنا. بل ما نتحدث فيه هو خلخلة واعية لقيم الأسرة الأردنية، وبالتالي المجتمع.

إن الخطر فيما تفعله السفارة الأمريكية في المجتمع الأردني ليس على صعيده الاجتماعي فقط، بل على صعيده الأمني، بحيث يجب على صانع القرار في البلاد أن يشعر معه بالرعب.

السفيرة الأمريكية وهي تقدم العون، علنا، والله اعلم ما تفعل بالسر للوطيين والسحاقيات في البلاد، إنما تقوم بتفجير بالأعمدة التي انشأ عليها المجتمع منذ قرون وقرون.. وستكون ثالثة الاثافي.

ليفعل الأمريكان برجالهم ما شاءوا، ليحولوهم الى لوطيين أو نساء، وليحولوا نساءهم الى رجال، لكن ما علاقتنا نحن بهم.

أما المعارضة وما أدراك ما المعارضة. تلك برمجت نفسها منذ سنين للحديث عن ملفات يكاد الميت وهو يعود الى الحياة يعرف ما الذي ستقوله في البيان التالي.

عدة بنود بعناوين فرعية يسجل فيها الحزب موقفه وكأنه مركز دراسات، حتى تحول دور الصحافي الواحد أوسع واشد تأثيرا من دور جميع الأحزاب سواء كانت ملتحية أم حليقة.

للتذكير فقط، لم يسجل التاريخ الأردني حركة حزبية واحدة، في الشارع، لأي من الأحزاب الأردنية - وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين - سوى تلك المسيرات الآمنة، بل على العكس تماما كانت هذه الأحزاب – ومرة أخرى على الرأس منها جماعة الإخوان المسلمين – مصدر إعاقة لحركة الناس في الشارع، بحيث عمدت السياسة الرسمية بالتعاون مع هذه الأحزاب على ضبط مسيرة الشارع بما تريده السياسة الرسمية.

عام 1989م نموذجا، وعام 1996م كذلك، وكذلك الأمر في 2011م، وما بعد ذلك من فعاليات منها عندما خرج رئيس الوزراء عبدالله النسور في نشرة الثامنة على التلفزيون الأردني ليعلن انه رفع أسعار المحروقات. لم ينتظر الناس نشرة الأخبار لتنتهي، خرجوا رافضين بعفوية لم تتدخل بها الأحزاب.

لقد برمجت المعارضة الأردنية نفسها على عقلية تقليدية كاريكاتورية، معروفة ردود الفعل فيها وإمكانياته. هل سيخطر في بالها أن اجتماع اللوطيين والسحاقيات في عمان اخطر من ضياع الأقصى نفسه؟ وأخطر من انهيار الاقتصاد، بالتأكيد لا. وإن خطر سيكون كل ما يجري آمنا لا يغضب أحدا.

ملاحظة: ما يدعو الى الاستغراب في الصور المنشورة هو رؤية الحضور ويبدو عليهم كثير من الاهتمام والاستماع لما يقال.. ماذا كان يقال؟

نيسان ـ نشر في 2015-05-24 الساعة 18:33

الكلمات الأكثر بحثاً